لم يكن من السهل بين عشيقا عربي وأنثى افريقية محافظة ، تقريب المفاهيم بسهولة ، فتارة يضيع العاشق باستفزاز افريقي ، وتارة اخرى بخجل واستحياء أنثوي .
ما كان يميز أحلام عن غيرها ، أسلوبها بالحياة ، وبساطتها ، ورغم جمالها لم تكن مغرورة بنفسها ، استوقفتني نظراتها يوما ، وبدأت اتشجع للحوار معها ، وتطرقنا لمجمل احاديث لم اعهد ان اجدها في انثى لا تجيد ابجديات لغتي .
سألتني : لم انت مهتما دائما بمجالسة الكمبيوتر؟ قلت : هو الشيء الوحيد الذي يحتوي افكاري ، ولا يفهم كلماتي خطا ، لم تدرك حينها ما كنت ارمز اليه ، ثم تلى ذلك سؤال اخر منها اكد لي بأنها لم تعي ما اعنيته حين قالت : ألا تخشى على بصرك ؟ قلت : ما الضير ان كان القلب من يبصر الحقيقة ، ويميز الاخرين ، وها أنا اتكلم عن واقعي دون توقف ، وهي شاخصة بصرها نحوي كأن عينيها تقولان : لقد اكتفيت ، تمهل ، لم اعد اجاريك يا سيدي ، ثم سكتُ دهر وبدأت انتقد نفسي ، من تظنها ، اتعتقد انها نازكه الملائكة (1) ادركت حيرتي ، فضحكت ، ثم صمت .
ولكي تخفف عن معاناتي ، طلبت مني ان اعلمها كيفية استخدام هذا الكمبيوتر . اتذكر تلك الليلة ، وزاوية جلوسها ، وحتى الثوب التي كانت تلبسه ، ربما لم يكن الجو رومانسي ، إلا انه يحمل طابعا خلابة ، برغم السنين التي مرت ، ورٌفات الســرابالباقية على ذاكـ المكـان . كانت رغبتي ورهبتي تسبقانني في فضحي فيما اريد قولة ، حينها كنت اردد شفوي : الصمت في حرم الجمال جمال ، كلماتنا تقتل حبنا ، ان الحروف تموت حين تقال . قمت من الكرسي ، لتجلس عليه ، واتكأت على طرفي الكرسي ، وأناملي تلامس كتفيها الناعمتان ، وطلبت منها ان تمسك فارة الماوس ، كان وجهها اقرب الي من ذي قبل .
===========================
هوامش : {1}: نازكه الملائكة : شاعرة عراقية ، يعتقد أنها أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق