ان تكوين مكونات او ملتقات شبابية امر في غاية الروعه ،
موكدين في الوقت نفسه دور الشباب
في التنمية ، فهم عماد المستقبل وركيزته ، فلولا الشباب لما بلغت الامم ما وصلت اليه ، فديننا الاسلامي الحنيف اكد على اهمية الشباب
وانخراطهم في شتى المجالات الحياة دون اي
اقصاء او تهميش ، فقد تولى الشباب في عهد الرسول اعالي المناصب ، فقد ولى الرسول
صلى الله عليه وسلم اسامه بن زيد قيادة الجيش الاسلامي وهو في ريعان شبابه ، برغم
وجود خيرة الصحابة ليعلمنا على اهمية الشباب ورفع معنوياتهم المعنويه
والماديه كي يقود المجتمع الى الرقي
والتطور .
بالوقت ذاته انني انبه واحذر
تلك الطاقات الشبابيه الا يتم استغلالها لمصالح شخصيه ضيقه لا تخدم المجتمع
بشي ، والا ينخرطوا في معمعة لا تسمن ولا تغني من جوع ، فتلك الطاقات الشبابية سلاح ذو حدين قد تضر وتنحرف عن مسارها الصحيح .
قبل ايام كنت اقراء كتاب الفه داعية العصر أحمد ديدات يحمل عنوان (
مسالة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ) ، ربما عنوان الموضوع بعيد كل البعد عن
مناسبتنا ولكن يحمل في جعبته الكثير من
الدلائل والحقائق التي قد تقيدنا في واقعنا اليومي .
في فصله التاسع من هذا الكتاب ، كان
يتكلم احمد ديدات عن شبهة المسيحيين حول
امكانة عودة الاموات للحياة مرة اخرى ،
موكدين ذلك في اكثر من رواية ، بل وصل تخبطهم ان نشاهد بعض الحالات التي زعموا فيها انهم عادو للحياة ، ومن اشهر
تلك المزاعم عودة إكلينيكيا للحياه في عام 84 ، وهذه معتقدات خاطئة يؤمن
بها الكثيرون نتيجة لتخبطهم العقائدي .
ان وجه الشبه بين هذه القصه
وواقعنا ،هي ان هنالك الكثيرين ممن
يعانون من تخبطات سياسية كانت ام مجتمعية ، ولا اقول تخبط عقائدي فلان عقيدتنا
راسخه وشامله لا تحتمل النقص والزياده وهي منزلة من عندنا الله عز وجل ، ولكن نرى الكثيرين من يهيمون
ويتخطبون سياسيا واجتماعيا ، تراه في كل حين مع فئة ومكون اخر ينتقل اليه كلما فشل مكون ، وكانه يجدد حياته
بانتمائه لهذا المكون الجديد .
ناسيا في الوقت ذاته ان
المجتمع يرونه بعكس ما يرى ويعتقد بنفسه ،
وان الموت في سبيل تحقيق مبادئه اهون من موت مصداقيته امام الجميع .
وانني اخص هذا التشبيه أنتم ايه الشباب الذي يعلق على عاتقهم امال وطموحات كثيره
ان يبتعدو من هذا التخبط وان تفنوا
قدراتكم وارواحكم في سبيل رفع وتنمية هذا المجتمع البائس .
للمعلوميه قد تعانوني ايها
الشباب في بادي الامر ، فتكوين اي مكون في هذه الايام سهل
وبلوغ الغايه والهدف في بادي الامر
اسهلا بكثير ، ولكن المحافظة والبقاء في قمة النجاح وتطوير الاهداف في غاية الصعوبه .
قد تفشلون في بداي الامر ، خاصة وانكم في المرحلة الاولى ، قد تنتقدون ولكن اجعلوا هذا النقد كمراءه
لكم ترون من خلالها هفواتكم وما غفلتم
عنه لتصحصوه .
قد تجرحون من قبل بعض ، قد تصادفون في مجتمعكم اناس
معقدين وميئسين بكم وبهدافكم ، ولكن ما يحكم بينكم وبين تلك الفئات هو الواقع والعمل الميادني ، فلا
تجعلوا اعمالكم واهدافكم مجرد مكتوبات على ورق او على صحف اليومية او على المواقع ، فالمجتمع لا ينصف الا من لامسوا اهدافه
واعماله في الواقع .