المتابعون

السبت، 16 مايو 2015

رواية رفات السراب .... الفصل الثاني ..(ب)







احتارت كثيرا بهذا المبلغ   ، وكيف تتصرف به   ، هل تأخذه لتشتري به ما ينقصها من حاجات ، ام تتصدق عليه كحسنة تحسب في ميزان أعمالة   ، خير من ان يصرف  ماله  لترويض  فتيات بعمر حفيداته . احسست بضيق واكتئاب  حين وضعت المبلغ أمامي ، سائلاً  لها : ما هذا المبلغ  يا أحلام ؟  فردت  : هذا ما ارسله العجوز في محاولة لشراء قلبي يا زياد ، وأنا اضعه بين يديك كي تتصرف به ،  ولكي تعلم بان احساسي فيه يوما لم يخيب .


سكت ،  وبدأت تراودني بعض الشكوك والأوهام ، وهل الجميع  متآمرون ضدي ، دخلت في عالم اخر صارحاً بأفكار تعصف  بي ،     لتحط  ترحالي   بمدن لا يسكنها إلا حاقدون ، ومنافقون ، لا يسكنها سوى  رجال افنوا عمرهم في قتل البسمة في وجوه المحبين ، وكان من بين تلك الافكار والهواجس المميتة ،   كيف  وصل هذا المبلغ لأحـلام  ، وهل يمكن ان تكون  قد قبلت  منه ،   ولماذا تضعه الان امامي ،؟ و  بصوت غاضب  سألتها  لما  قبلتي منه ؟ فانفجرت ضاحكة ،  قائلة اتعتقد  حقا   اني قبلت منه ؟ّ قالت : اذا كيف أوصله لكِ  ؟ قالت :  لا يا زياد ، فانا حبيبتك ولا اريد ان تفكر بهذه الطريقه ،  لم افكر يوم ان اخطوا خطوة دون ان استشيرك شيء، فنحن تواعدنا ان نتشارك ونتقاسم الحياة  بكل حالاتها . باختصار يا زياد ،  ليس لديه الجرأة  لكي يعطيني هذا المبلغ بنفسه ، وإنما ارسلها عن طريق صرافة باسمي ، وحين ذهبت لأستلمه  اندهشت حين علمت من صاحب الصرافة اسم المرسل . قلت لها  :  أن هذا المبلغ  لا يعنيني   ،  فتصرفي فيه كما تشائين ، كان الغضب يعمي بصيرتي ، كيف لهذا العجوز الهرم ان يخطوا هذه الخطوة  الجريئة . كنت  كالضعيف في  كل مشكلة تستجدٌ ،  أو ربما شخصا قليل التجربة والخبرة  في فن ادارة الحروب العاطفية مع اناس مارسوا تلك الهواية من سنين .


ولكن كان لرونقها وتصرفها في بادئ  الامر علاجاً لكل  تلك المشاكل  بحكمه وعقلانية  متواضعة  ، و كان لتصرفه  دليل ايضا  على خبرته في تعامل مع  النساء ، وكان يدرك  ان نفوسهن ذليلات للدراهم ،  وإنهن عابدات  مطيعات ما دام تملك مفتاح يغلق ويفتح  جميع الابواب الحياة . او لعل تلك كانت بعض الامور التي اكتسبتها مؤخرا من طبيعة فهم  النساء ، فالعلاقة بينهن اشبه بعلاقة  روحانية  ، كلن يمجد الاخر بطريقة فريدة ، فالمرأة  دون المال اشبه بشجرة قاحلة قابعة في وسط الصحراء ،  لا يصل الى جوفها قطرات الماء العذب ،  اما المال  فهو تلك القطرات العذبة ، ما إن يوصل حتى تبدأ الحياة  تشرق في اغصانها ، تداعبها الرياح ، ويتخلخل ضوء الشمس الى  اطراف جذوعها  .


لكن ليس كل الماء الموجودة بالطبيعة عذب ، قد يروي عطش تلك الاشجار ، فكذلك ليس كل ذي مالاً  يهب لك حياة سعيدة . أصبحت في الاونة الاخيرة كثيرة  الشكوك  والخوف ، خصوصا بعد أن وصل حديث عشقنا الى اختها الكبيرة التي تسكن بمدينة مكلا . الغريب  في الحياة  كيف لا تكتشف إلا متأخرا  زيف الاقنعة التي يحطونها الاخرون ،  وهل من الطبيعي ان يكون لديهم  تلك الاوجه المتضاربة مع بعضها البعض ،  كي يسيروا بالحياة على مجراها الطبيعي ، ام ان حكمة هذا الجيل تقتضي بان تصاحب كلاً بوجهه حسب المصلحة  والمنفعة .

 كانت تلك  صدمة اخرى في انقشاع وجه اخر ،  لطالما  كنت اعتبره العطف والحنان ، خاصا        و انني ترعرعت امام اعينها  ، لكن  مع ذلك لم تشفع تلك السنين التي تقاسمتها معها .   لم يتوقف جوالها من الاتصال ، الكل يسألها ،  الكل يحاول جس نبضها ، وهي مستميتة على رأيها ،  لا يوجد شيء من تلك الاقاويل ، مجرد صداقة وأخوة لا غير ،  كانت تعتقد بان هذا الجواب سيردع الكثيرين عن الثرثرة ،  وستنطلي عليهم  حيلتها لقطع دابر الالسن . لكن لم تنطلي عليهم  تلك الحيلة ، بل باتت السنتهم اكثر حده  من ذي قبل ،  فبدؤوا  يشككون بطهارتها وعفتها ، وأنها  مغرمة بشاب يتلاعب بها  ليعبث بمقدسات طهارتها ،و ليغتال سمعة وشرف  اهلها الرافضين له ، ثم ليجعلهم على رحمته ،  ليقبلوا اسوء الامرين ، ان يزوجوه رغم عنهم ليستتروا ولينصروا شرفهم .  


تأزم الأمر ، حتى اتصل والدها  في الايام التالية لمعرفة  منبع تلك الشائعات والأقاويل  التي وصلته في مهجره   ، خاصة وان سعاد اتصلت عليه لتخبره بان بنته احلام  ، مدللته الصغيرة  اصبحت تلوث سمعته . كأن والد احلام شخصا اكثر انفتاحا وأكثر انسانية  بمقارنة بقية اهلها ، ببعض كلمات رنانة وبصوت انثوي ناعم جعلته في صفها ،     استمر الهدوء  لفترة معينه ، بعدما اقنعت والدها وجعلته بصفه ،   حتى عادت المشاكل من بواية اختها الكبيرة ، التي نست ما قدمته لها  اثناء مرضها  المزمن ناسية سهرة لياليها  وخذمتها طوال فترة مرضها ،   فما ان  عادت من الصومال مؤخرا ، حتى بدات المشاكل الغير منتهية .

رواية رفات السراب .... الفصل الثاني ..(أ)









الطيبة الزائد ضعف وامتهان . وقد لا تجعلك ترى الاشياء بوضوح  خاصة اذا كانت تنطبق على اقاربك هذا المقولة " الاقارب عقارب" . ادركت سمهم مؤخرا ، وان ابتسامتهم  حين اكون بقربهم ما هي إلا ابتسامة قاتلة بها طعم من سم الافاعي ، او انهم على شاكلة الحرباء التي تتلون في اليوم اكثر من لوان حسب الحاجة والاحتياج  ، كأن بوجههم اقنعة  ، لكل قناع وقت وزمان معين .

 اصبح العم محمود يتردد كثيرا الى البيت ، كثيرة الحجة والسؤال عن الاهل ، لم يكن احد من الاهل  يدرك حقيقة هذا العجوز الخبيث  وأن عيناه على مكان اخر ، يبث سمومه  ، ينشر مغرياته  كلما تسنح له الفرصة . بدا يكلمها بكل جراءة ، وانه معجب بها ، ومستعد ليتقدم لها رسميا ، ويطلبها من والدها ، وانه خلال ثلاثة اشهر سيأخذها الى السويد ،  وهناك ستحيى  كملكة  تأمر وتطاع ، وستتحقق جميع احلامها ورغباتها ، بادلته برفضً تمام ، وانه بمحل والدها  ، كيف لا  وفارق العمر بينهما  يزيد عن خمسين سنة  . في الليلة التالية وبينما كنت مستلقي على حضنها ، وعلامة الغضب واضحة على وجهها ، سالت ما الذي يحجب ضوء القمر عني ،  كيف للبدر ان يخسف في حضرتي  ويضيع ضوءه  بين السحب المتراكمة فوق بعضها البعض . لم اكن حينها ادرك خبث العجوز ومخططاته ، او بالأحرى لم اتخيل يوما عجوزا طاعن بالسن يحاول اغراء حبيبتي ، بل كنت انظر اليه كعجوز ذبل أوراقه وضعفت همته  ، كنت اقارنه بغيره من الكهول.

كهول مدينتي وكيف نظرتهم للحياة  ، لا تتعدى سوى ان يموت موتا مرضية وان يتقرب لله بكثرة الطاعات  . ربما لمفهوم العجوز في الغربة له طعم وروح اخر  ، فقد كان هذا العجوز يجدد شبابه على حساب العذارى  ، مستخدم ثروته وجواز سفره ، ثم يرميهم بعد ذلك ،   ليبحث عن ضحيته التالية .

لم اكن اعلم ان للجواز الغربي اثر في نفوس النساء ،  وان مالكي هذا الجواز مفضلون لدى بنات موطني ،  فقد كنت ارى النساء يرتمين على صدروهم ويتساقطن كما تتساقط اوراق الخريف ، ثم تأتي رياح لتأخذ هذا الاوراق بعيدة عن  موطنها الاصلي  . حينها قالت : لا يروق لي هذا العجوز ، ولا استلطفه ، في كل مرة يأتي للمنزل ويتحجج بالمطالب لكي يراني  ،  اصبحت اتحاشى نظراته وكلماته التي يرميها امامي   قلت : ربما تتعجلين في الحكم عليه ، وربما هذا مجرد اوهام . لم يكن أوهاماً  كما اعتقدتٌ    ،   وإنما  احساس المرأة  الذي لا يخيب ، فقد  كانت تدرك نظراته الشهوانية ،  وأسلوبه اللين في تعامله معها ،  كي يستدرجها  تقع في وحل المطالب ،  وتصير كخاتم تستدير على هواه  ، ليدنس من بعدها  كبريائها ، ويكسر حاجز الصمت المنيع ، ثم  تكون كما يريد  . ما لم يدركه العجوز  ، هو ان تلك المرأة  التي امامه ،  ليست متجر يرتاده  الرجال  الأثرياء ليشتروا ما يشتهون  ،   وأن قلبها  معروضا  للبيع   بمزاد علني يأخذه من يدفع الاكثر  .


أو ربما  تخيل انها   امرأة من جيل الالفية الثانية  المعاصرة    ،  قد توقع على وثيقة  مشروع  لشراكه زواج مغلوط بمنفعة من الطرفين    ،  فهي طرفا في معادلة صعبة ، كي  تصل لثرا  السريع عن طريق رجل ، بات  يضع احدى قدميه على القبر  ،  ويضع قدمه الاخر امام  عتق باب امرأة  تتهاوى امامها الرجال ، وتنعدم في حضرتها الجاذبية .

 في طرفها الاخر رجل اضحى عربيدا لشهواته  لا يكترثُ بشيء قدر ما يهمه صدر امرأة يلجوا اليها  بعد عدة  سنوات من  برد قارص من اوروبا . وبعد عدة عمليات باءت بالفشل المريع ،  حاول بكل ما يملك من حيلة ليجعلها تحس بمعنى الثراء وإمكانيته في تحقيق أحلامها  ، حين اهدى لها مبلغاً من مال ، كترويض لروحها الرافضه لجميع المغريات ، وكي يترك عن نفسه طابع الكرم والعطاء  .



رواية رفات السراب ، الفصل الاول .(ي)








هرعت – هي - الى غرفتها ، لم افهم ما اصابها ، إلا عندما عادت لتطلب مني ان ابسط يدي اليسرى ايضا، كانت تحتفظ بخاتم ارادت ان تلبسني اياه من شهور ولكن لم تتسنى لها الفرصة إلا اليوم ، ربما كانت تنتظر هذه الفرصة ، برغم ان الخاتم ليس خاتم خطوبة وليس خاتم فريد ، إلا انه يحمل في جعبته اسرار وحكايات في ذاكرة الخواتم التي زينت أصابعي .

 لم اكن اتخيل ان يكون لهذا الخاتم قصة حتى وان اختفى وبات الان يشغل مكانه خاتم اخر ، كيف لخاتم ان يحمل كل ذلك الهموم في جعبته ، وكيف للخواتم أن تحمل طابعا لتزيف الحقائق ، فقد زيف ذاك الخاتم مع السنين ، معاني كثيرة لطالما مجد صانعي الافلام ، خواتم اسطورية في عديد من الروايات ، إلا ان خاتمها لم يكن اسطوريا بروايتي .

 كرهت ذاك الخاتم بكل ما يحمل من ذكريات بيننا ، لا ادري اهو اليوم في حوزتها ام ان بقاياه عالقا في ذاكرتي ، و كيف عاد لصاحبته يوما . ******** من المؤسف ان ترى ان اقرب اعدائك هم اقربائك ، وأنهم يريدون ازاحتك عن مكانك ، فكثيرا ما كان يرون علاقتنا بنظرة احتقار وكراهية وكأنني اخذت قلوبهم .

لكن ما كانت تردده كان يلطف شرارة أعينهم " الحب لا يخلو من الحساد " ، وبتلك العبارة هدأت وخاصة حين وجدت من بريق عينيها الاصرار على التمسك بي مهما حدث ومهما وجدت عراقيل على طريقنا . في أغسطس عام 2007م ، دخل احد الكهل صراع جديا ، والمغامرة بكل ما يملك من ثروة ، فارشاً لها الورود والبساط الاحمر ، ما كان يشغل تفكيري كيف لهذا العجوز دراية وعلم بها ، برغم من حداثة وصوله للمدينة ، ام أن لأشجار والشوارع والأبنية ليس لها حديث إلا عنها ، ام ان القدر المشئوم لهذا الحب ليس له نهاية . انتهت ،،



رواية رفات السراب ، الفصل الاول (ه)











قال أذن اشتري لها عقدا اثريا أو احمل لها متحف صنعاء الدولي {3 } ، ولتختار لنفسها هديه قد ترضي غرورها ، انفجرت ضاحكا وقلت تصدق اني وجدت عقد ثمينا ولكن كان غاليا نوعا ما ، فبربك قول ولا تؤخرني ولا تزد من امري عسرا. قال ما رأيك لو تشتري لها ساعة نسائية ؟ بمجرد ان قال لي الفكرة استحسنتها وقلت في نفسي كيف لم استحضر هذه الهدية في مخيلتي ، سكرت المكالمة في وجه ، من شدة لهفتي نسيت أن اودعه وان اشكره على النصيحة .


بحث في جميع المعارض الساعات طويلا ، لم اجد ساعة نسائية استهوت قلبي ، او ربما خفت بان لا يعجبها ذوقي ، فقد كنت اتردد بالاختيار كثيرا ، وأقول لصاحب المعرض هات افضل من هذا ، فيأتي بقريب تشابها ، فاحتار بينهم ، وأيها اختار لها ، حتى ان طلبت لصاحب المعرض بان يختار لي احداهن ، وبالفعل اختار لي واحده راقت لي كثيرا .


 برغم من ان هناك فرق بين العقد والساعة إلا ان لم يكن هنالك أي فرصة لكي تلبسه ، فربما المشيئة خصصت لكي يعلق على عنق امرأة اخرى في مكان اخر ، هكذا كان نظرتي الو داعية للعقد . اشتريت بعض الهدايا لأهلي كمحاولة لحفظ ماء الوجه امامهم ، وكي لا ابدو شخصا عاشقا ، هائما ، مرهفا ، وواقعا بشباك الحب.

المضحك بالأمر كيف لشخص كثيرا الترحال لم يشتري يوما هدية لأحد ، وها هو اليوم يفهم لغة الرومانسية و الاناقة ، خاصة وان كان في الأمر ناعمة تنتظره بفارق الصبر . انتظرت كثيرا لكي اتفرد بها بزاوية بالقرب من المطبخ ، ولكن كان يسبقها المكر الأنثوي حيث قالت ارى أنك اشتريت الهدايا للجميع و انك لم تنسى احد إلا أنا ، قلت وهل يمكن ان ينسى الجسد روحه . قلت لها اغمضي عينك وهات يداكِ ، كانت الساعة مغطاة بعلبة وردية اللون ، ثم طلبت منها ان تفتح عينها ، لترى ما بين يديها ، ولكي ارى الساعة تزين معصمها ، طلبت ان تلبسه امامي على الفور .

وبالفعل كان الاختيار اللون مناسبا ، فلقد اعجبتها الساعة ، وكونها لا تجيد إلا الساعات الرقمية ، جلست طويلا وأنا اشرح لها ما تشير اليها الاسهم .



===================
 هوامش : {3 }: متحف صنعاء الدولي : المتحف الوطني في العاصمة اليمنية صنعاء يعود تاريخه إلى بداية السبعينات ويقع مقره في أمانة العاصمة بالقرب من ميدان التحرير.

رواية رفات السراب ، الفصل الاول .(و)












ألتفت يمينا وشمالا ، لأرى هل هناك شارعا يوصلني لدار حبيبتي ، لكن الشوارع لم تكن تتشابه شوارع حبي ، فقد كانت موحشا بكل ما يملكون من زينة ، حينها تذكرت كلمات محمود درويش وكأنني قد مت قبل الآن أعرف هذه الرؤيا ، وأعرف انني أمضي إلى ما لست أعرف. ربما ما زلت حياً في مكان ما ، وأعرف ما اريد سأصير يوماً ما أريد هاتفتها لعل بكلماتها قد تعيد لأهل المدينة أنسها ، لعل قد ترسل قبلات تزين هذا الشارع الموحش ، لم يكن الامر سهلا لمدينة تغزل بها كبار الادباء .

 وحضنت عبد الله البردوني {1} ان حصرها ثقافيا واجتماعيا ، قد كان الامر اشبه بقياس خصرها الذي لطالما أعتصم على تحديد قياسها ، في محاولة لقتل الملل ذهبت اتجول بالمدينة ، ابحث عن معالم تاريخية قد تجعلني اقارن بين معالمها الفتانة من جهة ومعالم تاريخية التي تحتضنها اقدم عاصمة في العالم من جهة اخرى ، لم القى ما يشبها إلا المعرض الفني ، كان مليئاً برسومات قرب لي تفاصيل اختيار ألوان الثياب التي تفضلها .

 وفي محاولة لرشوة تلك الرسومات لعلها قد تخبرني مدى العلاقة التي تربط بينهما ، إلا انني لم اجد تلك العلاقة فأخذت التقطت بعض الصور فربما يجمعنا القدر سويا مع تلك الرسومات . مع اقتراب موعد عودتي الى الغيضة {2} ذهبت الى شارع الحب "جمال " ليلاً ، وسمي بهذا الاسم ، لكثر ارتياد العاشقين هناك ، ليس في محاولة لمعرفة اسرار العشاق ، وإنما لشراء هدية ثمينة ارشي بها نحرها الذي لطالما عجز ابياتي ان تسطر لها .

 دخلت احد معارض المجوهرات ، وجلست اتصفح جميع المجوهرات التي علقت على جدرانه ، وأنا اتخيل جميعها على صدرها ، إلا ان رأيت عقدا كان الاجمل في تصويري بينهم ، سالت صاحب المعرض بكم هذا العقد ، قال 30 الف ريال يمني ما يقارب 150 $ . اخرجتٌ محفظتي ، لعلي أجد فيها هذا المبلغ الكبير ، مع انني لا احمل حتى نص هذا المبلغ ، إلا أن ما جعلني احاول فحص محفظتي لعل القدر قد يسلفني هذا المبلغ لأرد له يوما ما .

 حاولت كثيرا تجاهل ذاك العقد الفريد ، وما يلهمني من صور خيالية ، لم اكن كخالد بن طوبال حين اشترى الموسلين الأسود ليهدي لحبيبته بعد اكثر من شهرين في رواية "عابر سرير"{3} لتقول بخبث أنثوي ، لمن هذا الثواب ، اهو لصاحبة المنزل ، ولك الامر كان شتان بيني وبين خالد ، فقد كان بموسوعي ان أهدي هذا العقد لها دون ان تتهمني بخبث أنثوي وألا أنتظر الصدفة لتجمعني بها ثم اهدي لها . كنت مندهشاً من تصرفاته وهل يمكن للعشق ان ينعطف بنا لهذا المنعطف ، وهل يمكن أن نرى الاشياء التي تليق بهم دون ان يلبسوا ، ثم يأتي القدر ليجتمع ذاك العقد مع ملهمته ، لتكتب فصول رواية اخرى .

كيف لي ان احكي يوما عن عقدا تمنيت ان يعلق على عنق إمراه متدرجا ، كمتدرجات حلبة اثينا التاريخية ، وكيف لعنقها الذي يستهوي أمطار ريق شفتاي وأحاسيس يدي التي لم تجد صعوبة في تخلخل لمسامات شعرها الناعم و لطالما لم تزين عنقها إلا قبلاتي المسروقة . هكذا ودعت ذاك العقد ، وعيني قد حفظت صورته في قلبي ، ربما يوما ما التقي به بمكان اخر ثم اشتريه لانتظر اعوام اخرى قد تجمعني صدفة كما جمعت خالد بحياة في قلب باريس ليهديها ، ثوب الموسلين الاسود وهو لا يدرك ربما حياة لم تعد بنفس مقياسها قبل عدة سنوات . من يدري قد اهديها هذا العقد وعنقها قد زين الالف المجوهرات فيكون كنقطة حبر سقطت من ريش فنانا رسما يرسم لوحة لأميرة بريطانية فشوهت الصورة بتلك النقطة ، هكذا كان خوفي بان يشوه عقدي عنقها ان اختلف الوقت والزمان . 

هاتفتُ على عجلا صديقا لي يفهم اسرار النساء وقد اجاد التعامل في مثل هذا الظروف ، قلت له وقد تشعب الامر علي ، ما هي اجمل هديه اهديتها لحبيبتك وليست مكلفه ، فرد لي بأسلوب مازحا ، اهديها قلبك ، انفجرت غاضبا ، وقلت له : الذنب ذنبي لأني استشرتك . فرد علي : امزح معاك ، و نسيت ان بقاموسك المزح ممنوع ، قلت : امزح ولكن ليس هذا الوقت ، الا تعلم اني قد تهت بالمحلات وانا ابحث عن هدية لها ، وقد احترت كثيرا فيما اشتري لها كهدية . رد : بربك ، الم تجد في صنعاء هدية لحبيبتك ، احسستني يا زياد بان حبيبتك أميرة من بلاد الواق واق ، كان لحسه الفاكهي اثر كبير في تخفيف معاناتي قلت : نعم هي اميرة ، ولكن ليست من تلك البلاد ، انها اميرة من اميرات آل المعتمد .


لخبث مني في محاولة جذبه ولفت انتباهه قصة الامير المعتمد ابن عباد {4} الذي احب الجارية اعتماد الرميكية {5} حتى اسمى نفسه الملك المعتمد بالله ابن عباد .





==========================
هوامش : {1}: عبدالله البردوني : شاعر وناقد أدبي ومؤرخ يمني تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن . {2}: الغيضة : هي عاصمة محافظة المهرة في أقصى شرق اليمن ، على حدود سلطنة عمان . {3}: رواية عابر سرير : هي ثلاثية الروائية أحلام مستغانمي بعد روايتيها ذاكرة الجسد الحاصلة على جائزة نجيب محفوظ للإبداع الأدبي وفوضى الحواس الرواية الثانية في الثلاثية وصدرت عام 2003 للميلاد . {4} : المعتمد ابن عباد : هو ثالث وآخر ملوك بني عباد في الأندلس، وابن أبو عمر المعتضد حاكم إشبيلية، كان ملكاً لإشبيلية وقرطبة في عصر ملوك الطوائف قبل أن يقضي على إمارته المرابطون . {5}: اعتماد الرميكية :هي شاعرة أندلسية ، كانت جارية لرميك بن حجاج فنسبت إليه تزوجت المعتمد بن عباد.


رواية رفات السراب ، الفصل الاول .(د)

      













كنت متحمسا لحديثه كثيرا ، لأعلم عن ماضيها ، وعن اسرارها ، ربما بكلامه قد ترك اسى كبير بقلبي ، وأسئلة كانت تلح وتدور بمخيلتي ، لكن جواب تلك الأسئلة كان واحدا من انت فهي ليست حبيبتك ولم تصارح بحبها لك ، فلماذا كل تلك الاسى على ماضيها .


لحزن تمكن مني تلك الليلة ، حتى بدا واضحا على ملامح وجهي ، اسرعت الى مفكرتي الالكترونية لأبوح لها عما يلج بصدري من آلم ، كعادتها او كعادة قلب عاشق يبحث عن عشقه ، او كحمامة زاجله تحمل رسائل غرامية احطت بالقرب من نافذتي ، عذرا ، بل جلست بالقرب من باب غرفتي قائلةً : ما هذا البؤس الظاهر على محياك ، والحزن الذي يملا عينيك ، والنار الذي يحرق قلبك قلت : نار الكذبة التي سقيتها قلبي بنفسك ، والأوهام التي زرعتها في احشائي رغم سرعة أحداثها ، ثم التفت الى الجهاز قاصداً تجاهلها قالت : انظر الي وأنت تحدثني ، ما بك ؟ وما هي الكذبة التي سقيتها قلبك ، والأوهام التي زرعتها بأحشائك ؟ لم أستطع مجراتها ، فانفجرت بكل ما احمل به ، كطفلٍ صغيرٍ اضاع دميته ، فأسرع الى حضن امه باكيا ، وهي تواسيه ، وتقول له لا عليك ، لا عليك ، سأشتري لك احسن منها .


 لم استفق إلا بقهقهتها التي احتوت المكان ، ثم أردفت قائلا بعد سنفونية ضحك اشبه بالضحك الهستيري : ماذا ، لي ابن ، وأنا مطلقه ، بربك أنت تمازحني ؟ فتحاملت – أنا - على نفسي ، وبعد صمت فضيع قلت : نعم هكذا قيل لي وها هي نبرة صوتها الحنون الذي عهدتها منها يلطف اجواء غرفتي المكتظة بدخان البراكين الذي يخرج من فوهة قلبي ، الممزوج بتساؤل لا يكاد يبارح تفكيري ، ايعقل ان تتبرأ من طفلها الذي لم يشب بعد ، ايعقل هذا ؟ بذلك السؤال بددت سلسلة تساؤلاتي المشؤمة ، لم استطع وصف الفرحة التي غمرتني ، والبهجة التي سكنت قلبي ، وكأن ذاك اليوم كان يوم ميلادي قامت لتجلس بقربي، وتضم يديها الى يدي ، وحرارة جسدها تنفذ الى جسدي ، وتقول هامسةً : ايها العاشق الأحمق ، ألم تسأل نفسك لماذا هذه الاشاعات ، ولماذا برأيك تجد فيك أذانا صاغيه ، ايه ايها العاشق ألم تدرك أنهم لا يريدونني بقربك ، وانهم قد ادركوا عشقي لك ********** مرة شاهدت فيلما مصريا يحمل اسم " رجال بلا ملامح " ، اعتقد ان لم تخونني الذاكرة كان بالأبيض والأسود ، برغم انني لم اكمل متابعته بسبب طفل قطع متعة هذا الفيلم ، الا أنه يبرهن من الصعب أن يمر بحياتنا اشخاص لا نحتفظ بملامحهم ، وتفاصيل وجوههم ، ربما لان العلاقة التي ربطتنا بهم و عرفتنا عليهم ليست سوى علاقة عمل بالمقابل وحينما ينتهي ذلك العمل سرعان ما يختفون من حياتنا ، ربما نصادفهم بالواقع ، ولكن من الصعب ان نميزهم فجميعهم اصبحوا بهذا الزمن رجال بلا ملامح .

أصبح الكهل أيضا ينافسونني على حبها ، يترددون دائما الى البيت من اجل زراعة مشاعرهم ، او بالأحرى تقديم المغريات الحياة اللازمة لأي انثى حالمة بمستقبل واعد كهلاً بالسبعينات من العمر ، وآخرون بالأربعينات ، الكل يحاول تقديم أفضل ما لديه ، البعض اعلنها حربا علي صراحة . ليلة كأحد ليالي سمر العاشقين ، تسللنا عن انظار الاخرين ، لنلتقي بساحة حبنا ، ولكي نجدد الوفاء والعهد ونتبادل نظرات اللهفة والشوق والحنين ، في تلك اللحظة يهاتفها أحد الذين اصفهم بلا ملامح ، شخص كبير بالعمر ، ولديه زوجة وأطفال . تجاهلته كثيرا لتراعي شعوري ، ولكن ايضا كانت تريد ان تبرهن اسباب الشائعات التي خلقت ، وان رواجها كان بيد رجال ، لا يعرفون سوى لغة المادة والمغريات .

 إمراه جميلة مثلها لا تستحق ان تضيع شبابها مع شاباً في مقتبس العمر ، لا يدري من الحياة شيئاً ، هكذا كانت نظرتهم لواقعنا فجأة ومن غير سابق أوان يطلب الاهل مني أن أتجهز للسفر الى صنعاء عم الحزن على فراقها ، وتسارعت عجلة الزمن ، كانت الساعات اشبه بالثواني ، كم تمنيت ان تتوقف عقارب الساعة في تلك الليلة ، وهي واقفة أمام عتق باب غرفتي تودعني بنظراتها المليئة بالدموع دموع الأحبه ، ومدى صعوبة تقبلها ، والتخفيف عنها وحتى وان كانت هذه الدموع ذرفت لأجلك ، كم من عاشقا يتمنى ان يرى حبيبته تذرف الدموع امامه ليدرك بان ما قد حضي به ليس حبا عاديا ، وإنما هيام وشغف يمتزجان بالجنون العاقل . ذات يوم كنت اكذب مثل هذه الحالات ، كيف يمكن ان يذرف شخصاَ دموعا لأجل شخص اخـر باسم الحب ، وهل الحب اصلا شيئا ظاهريا لكي يستحق ان نؤمن به .


إن ما يربط بين المرأة والرجل ليس سوى غريزة الشهوة ، والرغبة ،وبانقطاع تلك الغريزة يذهب كلا لطريقه . ولكن سرعان ما ثبت لي القدر بان ما قد يربط بين رجل وامرأة اكبر من شهوة عابرة لساعات ، وان الحب شيئا اعظم واجلى من هذه النظرية الضيقة التفكير . وقبيل لحظات مغادرة حافلتي اتصلت بها ، لأقولها من الصعب علي تقبل ان اترك مدينة تسكنينها أنتِ ، ولكن وعد علي بأقرب وقت سأكون واقفا امام غرفتكِ إن السفر المفاجئ كان اكسير حبنا ، لأنني ولأول مرة أسمعها وهي تقول لي " أحبك ، وانتبه على نفسك " خانتني احرفي وتبرأ اللسان مني ، لم استطع ان اكون بمثل جراءتها لأفصح لها ، مع ان مشاعري اتجاهها واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء ، فهي لا تنتظر مني شيئا قدر ما ترى وتلاحظ لغة العيون افصحت ما لم يستطعه اللسان افصاحه قلت في نفسي ، كيف اتحمل بعادك ، بعد هذه العبارة ، لقد زادت معاناتي اكثر من أي وقت مضى ؟ ********** في مساء هادئ وأجواء رائعة ومع برودة تلك المدينة اصبح كل شيء موحشاً ، مع أن الاضواء تزين المكان ، وتجعلها رائعة مقارنة بغيرها من المدن ، إلا ان هناك شيء موحشا بها في نفسي . كانت عيني تدون كل شيء من حولها ، حتى تشابك اصابع العشاق المارين من امامي .

هنا الحب مقدسا بمشاعر خلابة وشاعرية ، قد يغريك الموقف لتأليف قصيدة او كتاب جميل يحمل أجمل فصول الحب ندية ، وهناك في مدينة حبيبتي الحب مقدس بطريقة وحشية ، إلا ان الشوق في كل آن يحملني اليها ، كأنني انا العاشق الوحيد ها هنا ، او غريب نزل بمدينة لا يفقه قولها او ميت عاطفيا بين احياء وأزقة تفوح منها روائح عطور المحبين .

رواية رفات السراب ، الفصل الاول .(ج)







فقد كنت اسمع نبضات قلبها ، وشهيقها وزفيرها ، ضعت وأنا اكتشف اسرار وجهها ، وتفاصيل خدودها وحدودها ، الى ان التفت نحوي ، وتقابل الوجهان ولا يفصلهما إلا حد شعرة او اقل من ذلك . قالت : وهي غاضبة وناهكه بالتعب ، تحاول اطاعة الماوس {2 } لأمرها ، تارة يهرب لليمين منها ، وتارة اخرى لليسار ، امسكت يدها والماوس معا ، وبدأت بترويضه ، لم اكن اكترث بتمرده عليها ، اكثر ما يهمني احتكاك يدي بنعومة يدها .

لم اكن خبير بالعطور النسائية ، والماركات التي تضعها ، و رذاذ العطر الذي وصل الى انفي ، وعانق بقاياه ثيابي ، بين نعومة يدها والعطر الذي يفوح منها ، وددت تقبيل رقبتها ، وضم مملكتها لعالمي الصغير .

غمرتني فرحة عامرة ، وانا اشم بقايا رذاذ العطر العالق بيدي ، والصور التي اتخيلها أمامي ثم هنالك مخاوف كثيره تبدد فرحتي ، قد نبت العشق بروحك ، ايعقل ان العشق الذي دوما كنت أتغنى به بنثري ، وتعابير قلمي ، قد اتى اليك قاطعا البحار ، ليسكن داخل اسوار قلعتك العتيقة .

وإن يكن ، وماذا بعد ؟ هكذا تفرقنا تلك الليلة ، البهجة لا تفارق مخيلتها ، قد ادرك العاشق عشيقته ، وأيقنت الحبيبة ان الحبيب غارقا وواقعا بشباك نسيجها . ************* لا يوجد في العالم فرحة تكتمل ، ولا عمل متقن الإتقان ، سرعان ما خلقت قصص وأكاذيب لتعكير صفو حياتنا. عبدا لرحمن ، شخص اتى من وراء البحار مثلها ، يفهم لغتها وأسلوبها جيدا ، أدرك قبلي لغة حبها ، فبدأ بتلك الليلة يحدثني بالقرب من دكه مسجد بقرب منزلنا ، برفقة صديق عمري حاول بكل الوسائل تشويه صورتها امامي ، مستخدما اسلوبا خطيرا ، فهو لم يفصح ذلك ابدا ولكنه قد نجحت طريقته ، وخاصة حين قال : انها فعلا امرأة بمعنى الكلمة ، الا انها مطلقة ، ولديها طفل يبلغ من العمر سبع سنين .




==========================

 هوامش : {2 }: الماوس : فأرة الكمبيوتر .

حبيبتي لكِ الخيار













 حبيبتي أرجوا أن تختاري ...!!
 ما بين جنون حبي وعطف ناري ..
و تسلطـ عليكـِ ســلطان شعري ..
أو الموت على عتق أسواري ..
حبيبتي أرجوا أن تعانقي
وتحب كل أعذاري
 فأن جنون حبي ناراً سعيراً
 وعطف ناري جنة وملذة
وراحة في وسط كومة جمراتي
حبيبتي ارجوا أن تبادري بإصلاحات
فكل الحكومات تخشى السقوط وأخشى انهياري
 ففي ذاك البلدٌ أعلنت رحيل طاغية
 وأخرى بات من كان مباركاً راحلا
حبيبتي أرجوا أن تعدي خطوات مشواري
 ففي بلادي بات الوضع مخوفا
مقلباً
متأزماً
 فلم تبقى من أمتعتي سوى قلمي
ودفتر أشعاري فاختاري ...؟!
ما بين جنون رحلاتي غاباتي وصحاراي
واستظلال في أشجاري
 أو الموت في ثورةٌ .. ليسوا من ثواري
 حبيبتي سأقول لكِ قراري
 كمال قال شاعر الحبُ
 { أني خيرتكِ ... فاختاري ما بين الموت على صدري أو فوق دفاتر أشعاري }
 وأني خيرتكِ .. فاختاري
مابين جنون حبي وعطف ناري
فجنون حبي ناراً سعيراً
 وعطف ناري جنة وملذة وراحة وسكينة
وهو أخر ما تبقى من ذاتي 
وأخر دار يستقبل جثمان جسدي 
وأخر بقعة تدفن فيها بقايا دفتر أشعاري

إن اهملتني أغار







ألا تعلمين يا صغيرتي
أن الغيرة تسري في دمي كالنار؟
أغار من كل شيء يقترب منكِ
من الهواء الذي يداعب وجنتيكِ
ومن الضوء الذي يتسلل بين خصلات شعركِ
ومن زقزقة العصافير قرب نافذتكِ

أغار حتى من الطفل النائم في أحشائكِ
ومن الصغير الذي يتشبث بطرف ثوبكِ
ومن الحب الذي تهمسين باسمه كل ثانية

ألا تعلمين ذلك؟
أم تتجاهلينني لتشاهدي براكيني
وهي تثور أمامكِ
ثم تخمد على أطراف ابتسامتكِ؟

أحترق بين جمرات عشقكِ
بين ضحكاتكِ ونظراتكِ وخصامكِ
أغار منكِ في كل حالاتي
إن أهملتني… أغار
وإن داعبتني… أغار

فاحتويني بين ذراعيكِ
ودعي حضنكِ يطفئ
الغيرة المشتعلة في عيوني

قديس العشق









أنا لستُ قديسًا يا ملاكي،
ولستُ آخر الرجال الذين يضحّون في محراب الحب.
لو نظرتِ يومًا في عتمة عينيّ،
لأدركتِ أنني رجلٌ يشبه كل الرجال،
لا ملاك يقدّس الأرض،
ولا شيطان يلوّث خطاكِ.

أنا لستُ دكتاتورًا يسرق البسمة من الوجوه،
ولا فارسًا تائهًا يبحث عن أميرة ضائعة،
أنا إنسان يحتضر في زاوية نسيانكِ،
اختار الرحيل كي لا يُوصم بالضعف،
واختار دفن مشاعره على أرصفة الغياب.

أنا لستُ الصورة التي رسمتها أوهامكِ،
ولا الجدار الذي تُعلّقين عليه لوحات نزفكِ،
ولا المملكة التي تزرعين فيها بصمة قتلكِ.

أنا جرحٌ عصيّ على الشفاء،
جرحٌ أعجز الأطباء،
ينزف من عطر دمكِ المعجون بروحي،
جرحٌ لا يطيب…
وإن طاب، فلن يطيب إلا على يديكِ.

أنا لستُ قديسًا في العشق
لأهبكِ إمبراطورية من الشعر،
أنا رجلٌ أهداه قلبه إليكِ…
فعاد خالي اليدين.

كذبه حبيبي















كذبة حبيبي....

كذبة منذ زمن وانا اسيرة كذبة صنعتها بنفسي ونسجتها بمخيلتي حتى باتت لي حقيقة ,, كذبه صورتها لي نفسي فأعجبتني فحولتها لواقع اعيشة حتى اصبحت روحي اسيرة لها ,,, اعيشها وانا اعلم انها كذبة ,, اصدقها وانا اعلم انها كذبة ,, احاول اناصارع نفسي واخلصها منها ,, ولكنها راقت لي وفضلت انا اصدقها ,, تتوة نفسي بينالكذبة والحقيقة ,,, ولكن الحقيقة مرررره لم استطيع تحملها ,,, فواصلت تصديقالكذبة................... ((بقلم / همسة وطن )   . . .   . 



ردي لهمسة وطن  :






منذ زمن وانا حبيبك ،، 
وانا الهواء في سمائك ،،
وانا الأمير في عالمك،،
 فصرت اليوم منبذو من عشقك ،،
اوليس الحب وقتها يا حبيبي {كذبه }،،
منذ زمن كنت اسير كذبتك،،
فعشت معاك بأحلا ذكريات ممزوجه{ بكذبه}،،
 بطعم رائحة عطركي {كذبه}،،
بصوتك الخافت ليلا { كذبة }،،
 منذ اعوام اناديك حبيبي ،،
اناديك يا ملهم خواطري ،،
يا مجدد ثورة شبابي ،،
 فصارت كل تلك أوهام {كذبه }،،
بين ذراعي احلم لك {وشما}،،
رسمته انت حبيبي ،، بقبلاتك انت يا كذيبي ،،
بين أحضاني احمل لك {حبا }،،
صار الآن وقت ولادته ،،
 ليفاجيء بكذباتك ،،
منذ زمن صارت صورتك {بروازي}،،
محفورة في {وجداني }،، منذ زمن صرت لي {جوازي}،،
 وعنوان سفري ،،
منذ زمن ايقنت انك ملكة حياتي ،،
 فبدأت ابني مملكتي معاكي ،،
واتفنن في بنائها ،، فتارة اضع اساس غرفتنا ،،
وتارة نحتار في اسماء اطفالنا ،،
 وتارة أخرى الملم بقايا  شعركي في سريري،،
 وتلملمين بقايا ثيابي المبعثرة في غرفتنا ،،
منذ زمن عشقت كذبتك ،،
فلم أستطيع الأستيفاقت منها ،،
 منذ زمن ادركتٌ ،، كم كانت حياتي معاكِ { كذبه }،،
وفي الختام لك مني اجمل التحايا.






ثواني لن يتكرر





بين شدة الإنجذاب ،، وقمة الأهتمام ، تكمن ساعات لابد ان تحتفظ بثوانيها ودقائقها لأنها لن تتكرر في كل ســـاعة ..!!

زيف الاقنعة







تتساقط الاقنعة كما تتساقط اوراق الخريف ، لتبين زيف التماثيل !! فكوني طيبة ايتها النفس ،،،

رواية رفات السراب ، الفصل الاول ...(ب)









لم يكن من السهل بين عشيقا عربي وأنثى افريقية محافظة ، تقريب المفاهيم بسهولة ، فتارة يضيع العاشق باستفزاز افريقي ، وتارة اخرى بخجل واستحياء أنثوي .

ما كان يميز أحلام عن غيرها ، أسلوبها بالحياة ، وبساطتها ، ورغم جمالها لم تكن مغرورة بنفسها ، استوقفتني نظراتها يوما ، وبدأت اتشجع للحوار معها ، وتطرقنا لمجمل احاديث لم اعهد ان اجدها في انثى لا تجيد ابجديات لغتي .


سألتني : لم انت مهتما دائما بمجالسة الكمبيوتر؟ قلت : هو الشيء الوحيد الذي يحتوي افكاري ، ولا يفهم كلماتي خطا ، لم تدرك حينها ما كنت ارمز اليه ، ثم تلى ذلك سؤال اخر منها اكد لي بأنها لم تعي ما اعنيته حين قالت : ألا تخشى على بصرك ؟ قلت : ما الضير ان كان القلب من يبصر الحقيقة ، ويميز الاخرين ، وها أنا اتكلم عن واقعي دون توقف ، وهي شاخصة بصرها نحوي كأن عينيها تقولان : لقد اكتفيت ، تمهل ، لم اعد اجاريك يا سيدي ، ثم سكتُ دهر وبدأت انتقد نفسي ، من تظنها ، اتعتقد انها نازكه الملائكة (1) ادركت حيرتي ، فضحكت ، ثم صمت .

 ولكي تخفف عن معاناتي ، طلبت مني ان اعلمها كيفية استخدام هذا الكمبيوتر . اتذكر تلك الليلة ، وزاوية جلوسها ، وحتى الثوب التي كانت تلبسه ، ربما لم يكن الجو رومانسي ، إلا انه يحمل طابعا خلابة ، برغم السنين التي مرت ، ورٌفات الســرابالباقية على ذاكـ المكـان . كانت رغبتي ورهبتي تسبقانني في فضحي فيما اريد قولة ، حينها كنت اردد شفوي : الصمت في حرم الجمال جمال ، كلماتنا تقتل حبنا ، ان الحروف تموت حين تقال . قمت من الكرسي ، لتجلس عليه ، واتكأت على طرفي الكرسي ، وأناملي تلامس كتفيها الناعمتان ، وطلبت منها ان تمسك فارة الماوس ، كان وجهها اقرب الي من ذي قبل .




===========================
هوامش : {1}: نازكه الملائكة : شاعرة عراقية ، يعتقد أنها أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي .

لن أدع شيئًا يؤرقني








لن أدع شيئًا يؤرقني،
سأكتب الفصول بطريقتي،
وأُنهي عشقكِ الذي بدأته كما يحلو لي،
فانتظري… وتفرّجي،
فلعلّكِ تُعجبين بشموخي.

لن أحنّ إلى ماضٍ جميل،
ولن أُطيل النظر إلى جرح عليل،
سأحزم حقيبتي نحو الرحيل،
مبتعدًا… ناقمًا…
على كل ما كان.

لن أنظم فيكِ أبياتًا بطعم الخيانة،
ولن أُمجّد حبكِ بكلمات رنانة،
فالصمت عندي صار لغة الرضوخ،
وأترك لكِ باب الخيار… مفتوحًا على الرياح.

لن أُبقي صغيرة ولا كبيرة
من ذكرياتنا إلا وأحرقتها،
حتى ذلك القلم الذي أهديتِني إيّاه…
سألقيه في عرض البحر،
كي لا يؤرقني شيء…
بعد اليوم.

همسة : ربما لكل شي اوان ، وحان الاوان الذي لازم ارتجل من حب الهوى ،

غدر السنين



.
.

خلاص من اليوم ما عادت المشــــاعر تعنينا
اصبح كل شي ياعمري ذكرى ماضي اليمه

.........................................................

لا بكائكـ ولانبــــرة صوتــــكـ الـحزين يضعفنـــا
انتهى مشواركـ وصحصح من الاحلام الجميله

...........................................................
يكفي الناي يطــربنا يكفـــي القــصائد ترثينــا
يكفي غذر الســـنين والــنار بقلبي شعيــلــه

..........................................................

ولا العمر الي مر ياعـمري غير المر يسقينــا
ماعادت تنفع تبــريراتكـــ وكــذباتكــ العليلـــه

.........................................................

انا الوافــي في وقت قلــت الوفــى يانسـينا
انا من صمت وحشاي تسكنه مشاعر قتيله

.....................................................

انا من بنى صرح عــشق دافيء كان يدفينا
وانت من ضيع دفــاه لأجـــل دراهـم قتيــله

الاقنعة








ياصاحبي تمعن النظر ولا يغرنك الثماثـــيل
كل الوجوه اقعنة تتساقط كاوراق الخـــريف

**************************
ما تظيل في نظـــرهم وخلك كعابر سبيل
ينظر لليمن والشمـــال يليها قطع الرصيف


**************************
هذا نحن مبع الجـــوذ والكـــــرم الأصيــــل
ما نغير اقوالنا ويشهد لنا الداني والشريف


*************************
قصيده اقولها واساسها مغزى ومراســيل
ماهــو ذنبا لو انصفنا التاريخ دون اي تزيف

الانسان اجناس وانساب






القي على قلبــــي كلمـات وعتاب** ما اقدر اجـــاري من قلبي له مديون
 كيف اتغـــير اذا كــان لـي احــباب** عاشق لياليــك وبطبعـــه مفتــــــون
ماني طماع اترك واختار اسراب** يكفيني موجود وبشــرايني مخــــزون
 بس التمـس منك اعذار وعــــذاب ** كيف بعدي يهون وبعــدك مايهــون
 صح معجب بك اعجاب واعجـاب ** بس يلـي حـظم اعجـابي الظنــــون
 كثر غلاك مايسيل منـــي اللعـاب ** اقدر انسـى انك عايـش في الكــون
 تدري غلاك وسط القلب والاهداب ** ماسألـتني يوم ســؤال به ظنــــون
 فاكر تـلك الليله الي القلب منه داب ** ما اقدر انسـاها ولو مهـما يكـــون
 ينجرح انسان بسبي وبدون اسبــاب ** بنظراتهم يجرحوني وهم مايدرون
 لو ادري ان شعري مسبب صعــاب ** لحرمت سلاطين الشــعر يجـــون
 يوم جاءوا طني بهم كان مرتـــاب ** كنت اتوقع انهم يجون يستفسرون
 يلعن يوم الي فكرت فيه الذهـــاب ** كنت معتز با اهلي ليه ما يقـدرون
 انا والليل سهرانين ولفجر مرقاب ** وعذرتهم وقلت الشيطان ملعــون
اعلم ان الانسان اجناس و انساب ** وطبعهم ما يتغير مهمـا يتطورون
اتمنى احصل لسؤالي جـــواب ** ليش العالم وحدي بس يحســـدون
 ومهما اعمل ما القى لي مطــاب ** يا انهم يتجنبوني او ما يسمعــون 

امبراطورية حبك



امبراطورية حبك

في البداية هذه كلمات الاخ الشاعر الكبير / احمد عبدالله بلحاف ، وانا حاولت بان اقلده وارد بمحاولة ، وارجوا التقيم ، حبك دولة عظمى ............... أحمد عبدالله بلحاف




.


 حبك دولة عظمى تمارس نشاطها
وامست اراضي خاطري كلها محتله
*********************
جنود حبك ماترحم وتطعن بحرابها
 ورغم ذلك هويتك ووجهك ما أمله
 *********************
 احبها وبعداحب كل حركات احتلالها
 حاله فريده ، احتلالا دواء لكل عله
 *********************
وله اعطي اتفاقيه بكامل نقاطها
 ويزيد فيها ما يعجب هواه ويحله
 *********************
 القلب عاصمة والسعد يعم اوساطها
واعطي له اشعاري دستورا يشله
 *********************
لأجل الحب نقعد لطاولة وحوارها
 واللي بيني وبينه ننهيه ونحله
*********************
 وحال الدنيا ما تضر غير اصحابها
 والـــزاهد له من الله وعـــدا بظله



 امبراطورية حبك..................... أحمد نيمر 25/3/2013م . . . .




 حبك امسى امبراطورية عظمى تفرض امرها
 وأنا المستعمرة قديمة ذات عراقة وهيبة ومله
*********************
والغريب كيف ارضى باجتياح غزوك وخطرها
عــمرك سمعت يا حبـــيبي حـــر يعــــشق ذله
*********************
 انا ذلة هواكـ يا مزين الاحتلال بهوى عطرهــا
 ان ما اجتمعت حواسي برضاك ما تعاديك إلا قلة
 *********************
 وان عادوك القلة ترجع ترضياكـ في اول شهرها
 انت العمر والحياة وأنت الي لروح حبيبه وخـلــه
*********************
 وأنت الشـــامخ لو صفت يعجز ابيات سطرهـا
 وأنت الي لو أشار للقمـــــر بأصبعك يحجب ظله
 *********************
 متبع ترحالك يا تبادلني العشق و لا انحرق بجمرها
 وان قالوا محتل قلبك قلت يفداك قلبي روح احتله
 *********************



 ما يهمني دامك النجم الي يهتدى بالسفـر بأثرها وأنا مزعل الدنيا دامني ما اقترفت خطيئة او زلهامبراطورية حبك

دموع العشاق الشتويه













مااستاهل باكيه جديده علي
من كثر صوت البواكي

والنواحي من حولي
مااستاهل تذرف دموعكي لي
مااستاهل عتاب
ولاخطاب

بدايته هموم
واخره هموم
واوسطه حبا مسموم
تحمله غيوم
لتدمع بأرضي التي بات تغرقها
دموع البواكي يوم بعد يوم
مااريد تقرب الي الثريا البعيد
ولااريد ان تكون ايامي كلها عيد
ولااريد ان ألبس كل يوم الجديد
بمجرد ان تقربي لي البعيد
يبعد عني القريب
ولو اصبحت كل ايامي عيد
انسى عيد يالحبيب
ولو لبست الجديد
اخاف تفتني لذه الحياه
واصير الجاحد والعنيد
مااريد ان اكون المجهول الهويه
ولامريض الذي لم يقلى له الادويه
ولااريد ان اكون المسئول
على ذرف دموع العشاق الشتويه

أدمنتك













أدمنتكـ ....

كما يدمن  العازف على الوتر

كما يدمن الساهر على القمر .... 

أدمنتكـ ....

فالضحى يبتكر اشراقته

فيأخذ من ثغرك الباسمٌ ضحكاته ...

فتنحني الأشجار كعباد الشمس

أدمنتك  ....

واني على إدمانك  ...

ارسم سيمفونية عشق لا منتهي......

فعٌد حبيبات شعركـِ  المخمليٌ على ظهركـِ

وعيونك ألكحلية  كعيون ألمها

تتراقص خجلا .. فاد منتك

يا معذبتي .. أليس لإدمانك توقفاً

لأستريح بكفن إدمانك

فأدمن بإدمان ينسينني إدمانكـ

وأحياء على مقربة  من سمائكـ









تاريخ  17 /3/2014م