المتابعون

السبت، 16 مايو 2015

رواية رفات السراب ، الفصل الاول .(ج)







فقد كنت اسمع نبضات قلبها ، وشهيقها وزفيرها ، ضعت وأنا اكتشف اسرار وجهها ، وتفاصيل خدودها وحدودها ، الى ان التفت نحوي ، وتقابل الوجهان ولا يفصلهما إلا حد شعرة او اقل من ذلك . قالت : وهي غاضبة وناهكه بالتعب ، تحاول اطاعة الماوس {2 } لأمرها ، تارة يهرب لليمين منها ، وتارة اخرى لليسار ، امسكت يدها والماوس معا ، وبدأت بترويضه ، لم اكن اكترث بتمرده عليها ، اكثر ما يهمني احتكاك يدي بنعومة يدها .

لم اكن خبير بالعطور النسائية ، والماركات التي تضعها ، و رذاذ العطر الذي وصل الى انفي ، وعانق بقاياه ثيابي ، بين نعومة يدها والعطر الذي يفوح منها ، وددت تقبيل رقبتها ، وضم مملكتها لعالمي الصغير .

غمرتني فرحة عامرة ، وانا اشم بقايا رذاذ العطر العالق بيدي ، والصور التي اتخيلها أمامي ثم هنالك مخاوف كثيره تبدد فرحتي ، قد نبت العشق بروحك ، ايعقل ان العشق الذي دوما كنت أتغنى به بنثري ، وتعابير قلمي ، قد اتى اليك قاطعا البحار ، ليسكن داخل اسوار قلعتك العتيقة .

وإن يكن ، وماذا بعد ؟ هكذا تفرقنا تلك الليلة ، البهجة لا تفارق مخيلتها ، قد ادرك العاشق عشيقته ، وأيقنت الحبيبة ان الحبيب غارقا وواقعا بشباك نسيجها . ************* لا يوجد في العالم فرحة تكتمل ، ولا عمل متقن الإتقان ، سرعان ما خلقت قصص وأكاذيب لتعكير صفو حياتنا. عبدا لرحمن ، شخص اتى من وراء البحار مثلها ، يفهم لغتها وأسلوبها جيدا ، أدرك قبلي لغة حبها ، فبدأ بتلك الليلة يحدثني بالقرب من دكه مسجد بقرب منزلنا ، برفقة صديق عمري حاول بكل الوسائل تشويه صورتها امامي ، مستخدما اسلوبا خطيرا ، فهو لم يفصح ذلك ابدا ولكنه قد نجحت طريقته ، وخاصة حين قال : انها فعلا امرأة بمعنى الكلمة ، الا انها مطلقة ، ولديها طفل يبلغ من العمر سبع سنين .




==========================

 هوامش : {2 }: الماوس : فأرة الكمبيوتر .

0 التعليقات:

إرسال تعليق