أنا لستُ قديسًا يا ملاكي،
ولستُ آخر الرجال الذين يضحّون في محراب الحب.
لو نظرتِ يومًا في عتمة عينيّ،
لأدركتِ أنني رجلٌ يشبه كل الرجال،
لا ملاك يقدّس الأرض،
ولا شيطان يلوّث خطاكِ.
أنا لستُ دكتاتورًا يسرق البسمة من الوجوه،
ولا فارسًا تائهًا يبحث عن أميرة ضائعة،
أنا إنسان يحتضر في زاوية نسيانكِ،
اختار الرحيل كي لا يُوصم بالضعف،
واختار دفن مشاعره على أرصفة الغياب.
أنا لستُ الصورة التي رسمتها أوهامكِ،
ولا الجدار الذي تُعلّقين عليه لوحات نزفكِ،
ولا المملكة التي تزرعين فيها بصمة قتلكِ.
أنا جرحٌ عصيّ على الشفاء،
جرحٌ أعجز الأطباء،
ينزف من عطر دمكِ المعجون بروحي،
جرحٌ لا يطيب…
وإن طاب، فلن يطيب إلا على يديكِ.
أنا لستُ قديسًا في العشق
لأهبكِ إمبراطورية من الشعر،
أنا رجلٌ أهداه قلبه إليكِ…
فعاد خالي اليدين.

0 التعليقات:
إرسال تعليق