المتابعون

الثلاثاء، 19 مايو 2015

تكتيم الافواه وتكفين ذوي العقول













كعادتي في أحد  ليالي السمر الفيسبوكية ، كنت اتناقش  مع احد استاذتي القدامى الذي كان له الفضل في صقل ثقافتي وشخصيتي  ، فكم كنت معجبا باسلوبه في الشرح  ،  فقد كان يمزج بين اساليب كثيرة ومتنوعه   ، يجعلك من الصعب ان تغفل دقيقه واحده عن الدرس.

خاصة  وانه كان ياخذنا بصحبته الى عالم القصص والاحداث  ، تبهرك وتدهشك  حتي تندمج معها وتعتقد انك احد الابطال بقصصه ، فقد كانت حصته من امتع الحصص التي كنا نتظرها  بفارق الصبر  .

ما جعلني  احاور استاذي الفاضل هو اني كنت اريد ان  مشاورته  بامر روايتي  التي اريد طباعتها ،  خاصة وانه نابغه باللغه القرآن .

 ولكن صدمني حين قال  (( تعرف اني غير مستقر ، واني تركت اليمن منذو نصف سنه ، ومقدم على اللجوء السياسي  )) .

بصراحة انصدمت  من الخبر  ، فكأن الخبر  اشبه بصاعقه كهربائيه تضرب  جسمي النحيل ،  فقلت له : اللجوء السياسي ؟!  معبرا عن اندهاشي بالخبر ، قال : نعم  .

حينها ادركت حجم المعاناه التي يعانون منها ذوي العقول  النيره  الرافضة للخضوع والاستسلام  في زمن الاقصاء والتهميش .
من المؤسف  ان في بلاد الضاد  تكتم الافواه ويكفن ذوي العقول ، فكم هذه الحقيقة مولمة  في بلادي ، الا تستطيع ان تعبر عن رايك فيها ، وان يحاول تصدير جسمك باكمله تحت التراب ، والمراد هنا تصدير عقلك الذي يثرثر ويعبر عما يدور في راسك  ، حينها  تذكرت  كلمات لشاعر احمد مطر يقول  في قصيدته مفقودات في منفاه لندن  :


زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ
بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
وحينَ زارَ حَيَّنا
قالَ لنا :
هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أَحَـداً..
فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ .
فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) :
يا سيّـدي
أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
يا سـيّدي
لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي
أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
**
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :
هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
ولا تَخافـوا أحَـداً
فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ .
لم يَشتكِ النّاسُ !
فقُمتُ مُعْلِنـاً :
أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
وأينَ مَـنْ
يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي
.. وَأيـنَ صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟
.
 
نعم اين صاحبي واستاذي  وزميلي  فكم من حبيب فقدانه، صار تحت كومة من تراب  عند مليكا لا يظلم عنده احد  ، وكم من اسئلة تدور في رحاها  لا نلقى لها اجوبه .

فربما  تكون أنت  المفقود القادم  ، وربما اكون انا .. من يدري ؟!!

2 التعليقات: