كعادتي في أحد ليالي السمر الفيسبوكية ، كنت اتناقش مع احد استاذتي القدامى الذي كان له الفضل في
صقل ثقافتي وشخصيتي ، فكم كنت معجبا
باسلوبه في الشرح ، فقد كان يمزج بين اساليب كثيرة ومتنوعه ، يجعلك من الصعب ان تغفل دقيقه واحده عن الدرس.
خاصة وانه كان ياخذنا بصحبته
الى عالم القصص والاحداث ، تبهرك وتدهشك حتي تندمج معها وتعتقد انك احد الابطال بقصصه ،
فقد كانت حصته من امتع الحصص التي كنا نتظرها بفارق الصبر .
ما جعلني احاور استاذي
الفاضل هو اني كنت اريد ان مشاورته بامر
روايتي التي اريد طباعتها ، خاصة وانه نابغه باللغه القرآن .
ولكن صدمني حين قال (( تعرف اني غير مستقر ، واني تركت اليمن منذو
نصف سنه ، ومقدم على اللجوء السياسي )) .
بصراحة انصدمت من الخبر ، فكأن الخبر
اشبه بصاعقه كهربائيه تضرب جسمي النحيل ،
فقلت له : اللجوء السياسي ؟! معبرا عن اندهاشي بالخبر ، قال : نعم
.
حينها ادركت حجم المعاناه التي يعانون منها ذوي العقول النيره الرافضة للخضوع والاستسلام في زمن الاقصاء والتهميش .
من المؤسف ان في
بلاد الضاد تكتم الافواه ويكفن ذوي العقول
، فكم هذه الحقيقة مولمة في بلادي ، الا
تستطيع ان تعبر عن رايك فيها ، وان يحاول تصدير جسمك باكمله تحت التراب ، والمراد
هنا تصدير عقلك الذي يثرثر ويعبر عما يدور في راسك ، حينها تذكرت كلمات لشاعر احمد
مطر يقول في قصيدته مفقودات في منفاه لندن :
زارَ الرّئيسُ المؤتَمَـنْ
|
بعضَ ولاياتِ الوَطـنْ
|
وحينَ زارَ حَيَّنا
|
قالَ لنا :
|
هاتوا شكاواكـم بصِـدقٍ في العَلَـنْ
|
ولا تَخافـوا أَحَـداً..
|
فقَـدْ مضى ذاكَ الزّمَـنْ .
|
فقالَ صاحِـبي ( حَسَـنْ ) :
|
يا سيّـدي
|
أينَ الرّغيفُ والَلّبَـنْ ؟
|
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
|
وأيـنَ توفيرُ المِهَـنْ ؟
|
وأينَ مَـنْ
|
يُوفّـرُ الدّواءَ للفقيرِ دونمـا ثَمَـنْ ؟
|
يا سـيّدي
|
لـمْ نَـرَ مِن ذلكَ شيئاً أبداً .
|
قالَ الرئيسُ في حَـزَنْ :
|
أحْـرَقَ ربّـي جَسَـدي
|
أَكُـلُّ هذا حاصِـلٌ في بَلَـدي ؟!
|
شُكراً على صِـدْقِكَ في تنبيهِنا يا وَلَـدي
|
سـوفَ ترى الخيرَ غَـداً .
|
**
|
وَبَعـْـدَ عـامٍ زارَنـا
|
ومَـرّةً ثانيَـةً قالَ لنا :
|
هاتـوا شكاواكُـمْ بِصـدْقٍ في العَلَـنْ
|
ولا تَخافـوا أحَـداً
|
فقـد مَضى ذاكَ الزّمَـنْ .
|
لم يَشتكِ النّاسُ !
|
فقُمتُ مُعْلِنـاً :
|
أينَ الرّغيفُ واللّبَـنْ ؟
|
وأينَ تأمينُ السّكَـنْ ؟
|
وأينَ توفيـرُ المِهَـنْ ؟
|
وأينَ مَـنْ
|
يوفِّـر الدّواءَ للفقيرِ دونمَا ثمَنْ ؟
|
مَعْـذِرَةً يا سيّـدي
|
.. وَأيـنَ
صاحـبي ( حَسَـنْ ) ؟
.
|
نعم اين صاحبي واستاذي
وزميلي فكم من حبيب فقدانه، صار
تحت كومة من تراب عند مليكا لا يظلم عنده
احد ، وكم من اسئلة تدور في رحاها لا
نلقى لها اجوبه .
فربما تكون أنت المفقود القادم ، وربما اكون انا .. من يدري ؟!!
thks bro
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذف