كنت أحاور و اناقش صديق لي عبر احد الوسائل التواصل الاجتماعية ،وكان يحدثني عن تجاربه في الحياة ، ومواقفه الظريفة ، واخرى عجيبة وغريبة ، بحكم عمله الذي يقتضي ذلك ، ومن بين ذلك المواقف مقابله لأشخاص تهواهم فلسفه الغربية ، فجسدوا شكلهم ومظهرهم وأخلاقهم وحتى تفكيرهم لهذه الفلسفة الدخيلة على مجتمعنا الاسلامي .
فكان حديثه عن اشخاص يعتقدون بان سر السعادة تكمن في المعاناة والقهر والعذاب ومن بين تلك العبارات التي كان يرددها هذا الشخص : لكي تحس بالسعادة بالدنيا لابد ان تتعذب فهذه هي متعة الحياة . في الغرب على سبيل المثال لكي تكون سعيدا لابد أن تعيش عيشة الغابة لكي تذوق فيها معاناة الالم والجوع .
فاندهشت من رحابة صدر صديقي ، فقلت له وكيف تستحمل عقليه هؤلاء ، دعك منهم ولا تحتك ، حتى لا يؤثروا عليك فهؤلاء مرضى لا يعترفون بمرضهم ، وسرعان ما يبثون سمومهم وانت لا تدري ، فقاطعني صديقي قائلا : ليس هذا فحسب بل انه لكي يجرب هذا الشخص المعاناة مثل الغرب طعن نفسه مرات عديده في يده. فقلت : اوصلت به الحماقة الى هذا الحد .
ضحك وقال : " يا احمد انني اقابل اشخاص اكثر سخافة وحماقة من هؤلاء ، فعلى الاقل هذا يدين بالدين الاسلامي ، حتى وان تقلد وتطبع بفلسفة الغرب ، الاننا نتشابه بأمور كثيره ، ونتوافق في قضايا محورية ، لكن ما تقول ان قابلت ملحدا " . قلت : ملحدا...!! قال : نعم قلت : الى هنا حسبك ، اوعدني عزيزي الا تحتك بهؤلاء واشباههم مره اخرى .
فضحك مرة اخرى . فقال : لا تخف ، ثم اردف قائلا : " من يخالفني يفدني ، ويجعلني اقراء وابحث ، اما من يوافقني يجعلني بمكاني ، لا ارتقي ، ولا اتحرك " اعجبتني كثيرا تلك المقولة ، فاردف قائلا انهم يزيدوني افقا وعلما فلكي اتحصن من افكارهم لابد من محاورتهم ، ولكي اتطلع وابحث واقراء لابد ان احاور من يخالفني لكي يجعلني اثقف اكثر اما من يوافقني بالراي سيثبط عزيمتي ويقلل معارفي وثقافتي بل يجعلني حبيسا لثقافه مقيده لا استطيع مصارعة الاخرين فيها وان خرجت من عالمي الصغير . همسة : يختلف الخلاف بين البشر ، فهنالك من يخالف حبا للخلاف ، حتى ولو كان على الخطأ ، وهذا النوع لن يفيدك ، بل سيضرك كثيرا ويجحدك ويستنزف من طاقتك في المحاورة ، فدعه لعناده .
0 التعليقات:
إرسال تعليق