المتابعون

الاثنين، 1 يونيو 2015

حبكـِ وعلامات التعجب





لحظاتُ من الترقب
ترسم بوجهي علامات التعجب
فحين ما يعاندني أمرٌ يتصارع في راسي الصداع
ثم ينتابني شعور الغضب
 أحاول نسيان هم العتب
 بكف التفكيــر عنهــا  ولو حتى بالصمت 
 أهرع لأخذ القلم
فلا ونسيا يسليني غير الكتب
 فأبدأ بكتـــابة الســـطر ..
 وقطرات الحبر في بداية الأمر تشوه  ورقتي
  انتظرت لتكتمــل لوحتي
 فأرها في غــــاية الرعب
 حين تكون جزء من معاناة مغترب
تمهلت  كي انتظر
لعل حظي النحس ُ يتغير
 حاولت الاتصال بها مجدداً
لعلي أسمع صوتها من بين بقايا الحطب
 فأنسى جل همي وأترك السطـــر
ولكن نحسي  يقول لي كلا ..
 فا أنت سيد القهر
 صمت قليل من أقاويل الشعر
 لعل هاجسي يخابرني
يهاجسني
 في كيفية فك  طلاسيم الخبر
 وفك رموز لطالما عجزت عن  فهمها
 إلا حين تكون معي
 لم عقارب الساعة تجري بجنون معها
ودقات الساعة  تختفي وتصوم عن صراخها
 لم أشتاق  كاشتياق حبيبا  مفارقا
آيا زهرة فواحة من بساتيني
 وحلم المارين استنشاق نسيمكـِ لحظة
 ثم الموت على إثرهــــا
 وقفت حائرا  قبل نهايته خــاطرتي
  بمــــا سأختمها
وأي كلمات ابلغ كي استحضرها
والفرحــة تشاطرني
 تبتزني ،، تقايضني  حين تغيب عني  شمسكـِ
 والقلب يخفض دقاته
والعين  تدمع لفراقكـِ
وصوتكـِ يحبس كل انفعالاتي 
ليهدا بكلماتكـِ



. . . 22/2/2010م

الأحد، 31 مايو 2015

طاقات الشبابية سلاح ذو حدين







ان تكوين مكونات او ملتقات شبابية امر في غاية الروعه  ،  موكدين في الوقت نفسه  دور الشباب في التنمية ، فهم عماد المستقبل وركيزته ، فلولا الشباب لما بلغت  الامم ما وصلت اليه  ، فديننا الاسلامي الحنيف اكد على اهمية الشباب وانخراطهم في شتى المجالات الحياة  دون اي اقصاء او تهميش ، فقد تولى الشباب في عهد الرسول اعالي المناصب ، فقد ولى الرسول صلى الله عليه وسلم اسامه بن زيد قيادة الجيش الاسلامي وهو في ريعان شبابه ، برغم وجود خيرة الصحابة   ليعلمنا  على اهمية الشباب ورفع معنوياتهم المعنويه والماديه كي يقود المجتمع  الى الرقي والتطور .

بالوقت ذاته  انني انبه واحذر تلك الطاقات الشبابيه الا يتم استغلالها لمصالح شخصيه ضيقه لا تخدم المجتمع بشي  ، والا ينخرطوا في معمعة  لا تسمن ولا تغني من جوع  ، فتلك الطاقات الشبابية سلاح ذو حدين  قد تضر وتنحرف عن مسارها الصحيح  .

قبل ايام كنت اقراء كتاب الفه داعية العصر أحمد ديدات يحمل عنوان ( مسالة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ) ، ربما عنوان الموضوع بعيد كل البعد عن مناسبتنا  ولكن يحمل في جعبته الكثير من الدلائل والحقائق التي قد تقيدنا في واقعنا اليومي .

  في فصله التاسع من هذا الكتاب  ،  كان يتكلم احمد ديدات  عن شبهة المسيحيين حول امكانة عودة الاموات للحياة مرة اخرى  ، موكدين ذلك في اكثر من رواية ، بل وصل تخبطهم ان نشاهد  بعض الحالات التي زعموا فيها   انهم عادو للحياة  ، ومن  اشهر تلك المزاعم   عودة إكلينيكيا  للحياه في عام 84 ، وهذه معتقدات خاطئة يؤمن بها الكثيرون نتيجة لتخبطهم العقائدي   .


ان وجه الشبه بين هذه القصه  وواقعنا    ،هي  ان هنالك  الكثيرين ممن  يعانون من  تخبطات سياسية كانت  ام مجتمعية ، ولا اقول تخبط عقائدي فلان عقيدتنا راسخه وشامله لا تحتمل النقص والزياده وهي منزلة من عندنا  الله عز وجل ، ولكن نرى الكثيرين من يهيمون ويتخطبون سياسيا واجتماعيا ، تراه في كل حين مع فئة ومكون اخر  ينتقل اليه كلما فشل مكون ، وكانه يجدد حياته بانتمائه لهذا المكون الجديد .
ناسيا في الوقت ذاته  ان المجتمع يرونه بعكس ما يرى ويعتقد بنفسه  ، وان الموت في سبيل تحقيق مبادئه اهون من موت مصداقيته امام الجميع   .


 وانني اخص هذا التشبيه  أنتم ايه  الشباب الذي يعلق على عاتقهم امال وطموحات كثيره ان يبتعدو من هذا التخبط  وان تفنوا قدراتكم وارواحكم  في سبيل  رفع وتنمية هذا المجتمع البائس .
للمعلوميه  قد تعانوني ايها الشباب في بادي الامر ، فتكوين اي مكون في هذه الايام  سهل  وبلوغ الغايه والهدف في بادي الامر  اسهلا بكثير ، ولكن المحافظة والبقاء في قمة النجاح  وتطوير الاهداف في غاية الصعوبه .


قد تفشلون في بداي الامر ، خاصة وانكم في المرحلة الاولى   ، قد تنتقدون  ولكن اجعلوا هذا  النقد  كمراءه لكم   ترون من خلالها هفواتكم وما غفلتم عنه لتصحصوه .


 قد  تجرحون من قبل بعض ، قد تصادفون في مجتمعكم اناس  معقدين وميئسين بكم وبهدافكم  ، ولكن ما يحكم بينكم وبين  تلك الفئات هو الواقع والعمل الميادني ، فلا تجعلوا اعمالكم واهدافكم مجرد مكتوبات على ورق او على صحف اليومية او على  المواقع  ، فالمجتمع لا ينصف الا من لامسوا اهدافه واعماله في الواقع .



الخميس، 28 مايو 2015

ابيت في غيضه وانا مرتاح







كــان ودي يــنـزاح الهــم الـــي بصـــدري
وابــيــــت فـــي الغيــضـــه وانــا مــرتـــاح

 مـــاحد مثلي شــــاف الي شفتـــــه بسفري
 الـــي شفـــــته لا ينوصف ولاينقال ياصاح

 تــرى مثــل حــــالتي ينـــعذر وانـــا عــذري
 شفــت شيولا مــا تعرف الا طريق الاجتياح

كـــان ودي اقــول الى لاقـــيته باشعـــاري
لكن عقب شفت سيارات على سيول مسباح

 قلت ابكتم الى بصدري وخليــه بخاطـــري
 وهجاس الليــل ومن حولي الكـلاب تنبــاح

 وبذكر الله عسى يفرج كربتي ترى هذا قدري
 وظاري الاحباب والاهـــل دوم بفكري تجتاح

كنت اظن رحلة نص يوم لكن خابني تقديري
بياته ليليــــن في الصحراء وتــاليها صبــاح

بعدهـــا خلي يواسيني يقول لي عادك بــدري
يـــنتــظرك ضخور من اعالي الجبال ضـــاح

وقلــت يالهـــم ابغي بقــلبــي وخيــم بصدري
 ان كان مكتوب اشوف غيضه اشوفها ياصاح



.
.
.

هذه القصيده كتبتها تاريخ 2008/10/22م
بعد رحلة عناء  ، بسبب السيول التي قطعت الطرق
وجعلنا مقطوعين لمده يومين او اكثر في العراء 

لا تتركني















..
.
.

والوداع صار وشيكًا بيننا
قطفت بساتيني… وبات تناديني:
حبيبي، لا تتركني…
 كانت تمثل وتتسلا 
بشوقي وآنيني 
وتعرف كيف تُشعل نار الحنين في داخلي.

كلمة حبيبي صارت سكين
يذبح بها وريدي 
ترددها ألف مرة…
حتى صارت تبكيني،
لا لأنها صادقة،
بل لأنها كانت تعرف مقدار حبي
 الي سكن واحتل ضلوعي 

أتقنت دورها حتى نسيتني،
ونسيت ثواني عمري،
وأيامي وشهوري…
سكنت قلبي، وأبعدت عني كل نساء العالم،
ثم أنهت المشوار…
وقالت: اتركني.

ومنذها صرت أكرهها .. 
واكره كل شيء بها يذكرني 
أين تلك الأيام؟ أين الحنين؟
كم مرة قلتِ: لا تتركني…
ثم تركتِني!

دارت الأيام، وعدتِ تشتكين إليّ،
هلا حبيبي… كيفك يا عمري؟
لكنني قلت: قديمة… لا تمثّلي،
فقد فقدتِ بريق عينكي 
وبها كنتي تغتاليني 
وصارت كلمة حبيبي مفتاح 
لكل آلامي واحزاني.. فلا تزيدي 

اتركيني… أعشق نساء عالمي،
واتركيني… أعيش في عذابي،
يا عذابي.

تطبيق ذكي يعلمك احترافية في التصوير عبر إقتراح أحسن وضعية لإلتقاط الصورة









يوفر لك نظام أندرويد أو ios تطبيق لتشغيل الكاميرا الافتراضية لكن هذا التطبيق ليس به إعدادات وأدوات كافية لتحسين جودة الصور والتعديل عليها، لذلك نقوم بتحميل تطبيقات أخرى لتعويض ذلك النقص، ومن بين تلك التطبيقات هو هذا التطبيق الإحترافي والذكي Camera51.

Camera51 كاميرا ذكية تعتمد على جهاز الاستشعار الموجودة في الهاتف "Accelerometer" وتقوم بتحليل مكان إلتقاط الصورة بعد ضغط في شاشة وتحديد الشيء أو الشخص لذي تريد إلتقطه يظهر لك مستطيل أبيض وهو أفضل مكان تم تحديده من طرف التطبيق، كل ما عليك فعله هو إدخال رسم الهاتف الذي يظهر في الشاشة في المستطيل.




كذلك تستطيع من خلال هذا التطبيق أخد صور سلفي بطريقة سهلة بنفس الطريقة يعطيك مستطيل ورسم لهاتف تقوم بإدخال الرسم داخل المستطيل ليأخد الصورة تلقائيا، بإضافة إلى عدة تأثيرات يمكنك تطبيقها على الصور لجعلها اكثر جمالية واحترافية.

الأربعاء، 27 مايو 2015

الموت الحقيقي ... من نشيع موتاهم في الذاكره









لا تهتم بهم  يا حائر  بعد اليوم ،  لانني  ادركت بانني في الاتجاه الصحيح ، وذلك لسببا واحد ، فالناس لا ترمي الا الشجرة المثمرة ، واذا  كان هنالك من يرموني فذالك اعتراف ضمني بانني شخص مثمر .

مما اعجبني في رواية النسيان لاحلام مستغانمي اذا لم تخني الذاكرة  في تعريفها للموتى  ( ليس ثم موتى  غير اؤلئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة ، اذا يمكننا ان نشيع موتا من شئنا من الاحياء ، فنستيقظ ذات صباح ونقرر انهم ما عادوا هنا . بامكاننا ان نلفق لهم ميته في الكتاب وان نخرج لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث سير مفجعة ، كحادث غرق لا يعننا ذكراهم لنبكيها كما نبكي الموتى نحتاج ان نتخلص من اشيائهم ، من هداياهم ، من رسائلهم ، من تشابك ذاكرتنا بهم ، نحتاج على وجة السرعة ان تلبس حدادهم بعض الوقت ثم ننسى ) .

فهكذا يتم بهم الحال يا حائر ، فالموتى الحقيقون من تموت مبادئهم ومعتقداتهم وهم على قيد الحياة  ، في حينها ما عليك سوى ان تقنع نفسك انهم ضمن موتى ، وان تشيع موتهم في الذاكره فهكذا يتم الحال .
الاثنين، 25 مايو 2015

هل تريد أن تعرف على من يتجسس على هاتفك مع هذا التطبيق





 مما لا شك فيه، فقد أصبحت الهواتف المحمولة جزءا هاما من حياتنا, و خصوصا ومع ظهور الهواتف الذكية التي تحفظ عنا في داخلها "المذكرات الرقمية" لأيامنا مع تفاصيل دقيقة بشكل خطيركل من الحركات والأفعال والأفكار حتى.

هل تشك بأن صديقك، صديقة، زوجك، زوجتك أو زميل في العمل  يتجسس على هاتفك الخاص ولكن لا تستطيع إثبات ذلك؟

لا تقلق ! إذا كان لديك هاتف أندرويد  سأريك طريقة للقبض عليه/ها.متلبسا ههه من أجل ذلك سوف نستخدم تطبيق LockWatch تطبيق مجاني يمكنك تحميله مباشرة من متجر google play




الشرح:

قم بتحميل و تثبيت التطبيق LockWatch






إفتح التطبيق وقم بتفعيل خصية "إرسال تنبيه" , ستظهر لك نافدة للموافقة إضغط على تفعيل













إرجع إلى الواجهة و اختار عنوان الاكتروني الذي تريد.


















قم بتغير عدد المحاولات (من الأفضل 2)














بعد هذه التغيرات البسيطة قم بإدخال الكود الغير صحيح و سوف تصلك رسالة إلى العنوان الذي اخترته مع صورة المتجسس و موقعه الجغرافي ...

إعرف بنفسك متى تكون التطبيقات مجانية





 كقاعدة متعارف عليها، التطبيقات بشكل عام رخيصة. بل الكثير منها يأتي مجانًا فهل نحتاج حقًا إلى انتظار التخفيضات ؟

حسنًا، في رأيي أنه إذا وجدت مثلًا  برنامج بقيمة 2.99$ وبعد فترة وجدت نفس التطبيق مجانًا فلماذا إذًا أشتريه بقيمته الإعتيادية ؟. هناك فقط مشكلة واحدة في ذلك أنك كيف تعلم متى وقت التخفيض لتطبيق معين أو لتطبيقات كنت تريدها. مراقبة الآب ستور أو الجوجل بلاي كل يوم أمر متعب جدًا وليس الحل! .

اليوم أقدم لكم أسرع وأسهل حل موجود. إذا كنت من مستخدمي الآيفون أو بمعنى أصح نظام iOS ، اذهب مباشرة إلى موقع AppShopper وسجل لك حساب مجاني. هذا الموقع هو الموقع الوحيد الذي يقدم لك قائمة بآخر تغيرات الأسعار لتطبيقات الآيفون والآيباد. وأيضًا تستطيع عمل قائمة-أمنيات لمجموعة من التطبيقات كنت تريدها أو تتمناها، فمتى ماحصل لها تخفيض أو أصبحت مجانًا . سيُعلمك الموقع برسالة على بريدك الإلكتروني فورًا .

أول ماتُأكد بريدك الإلكتروني بعد التسجيل، بكل بساطة ابحث عن تطبيق - مثلًا - Star Drift . في الوضع الطبيعي تباع بقيمة 2.99$ ، لكن كما ترى في مربع نشاطات البرنامج في اليمين، ترى أنها دائمًا ما تخفّض إلى قيمة 0.99$ وفي هذه الفترة هي مجانًا .








وإذا كنت تريد تتبع حالة سعر البرامج التي في قائمة الأمنيات فقط أشّر على صندوق "Notify me of Price Drops"  وسيتم إعلامك برسالة بريد إلكتروني متى ما تحدّث سعر البرنامج .






مستخدمين الأندرويد تستطيعون فعل شيء مشابه لما يقوم به موقع AppShopper، مباشرة من جهازك الأندرويد عن طريق تطبيق AppZapp . يقدم لك أخبار التطبيقات وتخفيضات يومية. وأيضًا تستطيع وضع تنبيه لتطبيق معين أول مايكون هناك تخفيض له. AppZapp متوفر أيضًا لمستخدمي iOS .


وفي الأخير ليست لدي مشكلة في أن أدفع في تطبيق قيمته بضع دولارات لأنها لازالت أقل بكثير من قيمة ألعاب الفيديو . ولكن تعقب الأسعار متى ماتكون مجانية أو حتى مخفضة شيء سهل للغاية . لا بد أنك أيضًا تنتظر وتتحمس للتطبيقات التي تكون مجانية فهو شيء رائع حقًا أليس كذلك ؟
الجمعة، 22 مايو 2015

رواية رفات السراب .. الفصل الثاني (ج)






   لتتصل بها مره اخرى  ، وتطلب  منها أن  تحجز باقرب تذكره لمدينة مكلا محل اقامتها ، الغريب بالامر ان لهجة اختها اوحتها بكثير من الشكوك ، خاصة وان اختها الكبيرة متزوج  وليس لديها اطفال مما يعني ان سبب طلبها لتسكن  أمرا يدعوا  لكثير من التساؤلات  .

فلم تنتظر طويلا أحلام  لترفض طلبها  متحججة  ماذا افعل  بالمكلا، وما الذي افعله بينك وبين زوجكـ  ،  فبهذه الكلمات  اعجلت بفضح نوايا اختها الكبيره  التي صرخت بوجهها قائلة وما الذي تفعلين هناك  ام انك لا تستطيعين مفارقة احضان حبيبك ؟!

سكتت  في محاولة لفهم ما الذي يجري ، فقبل عددة اسابيع  يتصل بها والدها  ، واليوم  تكشف اختها  قناعا لطالما  اخفته  ، ثم تسترجع كل ما تملك من  من قوة  لتقول لها ومن حبيبي ؟

فتقول  الكل يعلم من حبيبك ،  فلا تحاولين ان تتحامقين  ،  ما الذي يعجبك  فيه  وانتي بهذا  القدر  من الجمال والف من يتمناك ، الم تلاحظ عيناك الا هذا الفتى الذي ما زال طالبا  .

قالت  لن اجاوبكي ...   لانك لن تفهمي ما ساقوله ولكن اعلمي يقينا انني لست قادمة اليك  ، فانا اخترت  كيف اعيش حياتي فلا  تحشري انفك بما ليس لك  شان فيه ، واهتمي بزوجك ، وبحياتك ولا تنسين  انك اختي ولست موصى علي وحتى ولو كنت تكبرين عني  بسنوات  ، فحري بك الا تحاولي قطع  علاقتنا بهذه التفاهات التي لا اساس لها
  .
هكذا انتهى الحديث بتلك الليله  ، فبدات اهدي من روعها ، وان من حق اختها ان تتطمن على مستقبلها  وان تضمن لها حياة سعيده ، لم يكن لكلامي اثر  عميقا  في نفسها بل كانت شاردة  طوال  حديثي معها ، فقلت لها بصوت خافض وانا امسك بمعصميها  ما الذي يحزنك اتخافين ان بعدتي عني  الا القى طريقا يوصلني اليك  ، فلو  ذهبتي الى اخر العالم ساجد طريقا  لأوصل اليك ،  بهذه الكلمات  اخمدت براكين كاد ان تستثار  .

وفي ليلة التالية  يتصل بها ولدها  ،  لفهم  خلاف الذي دار بينها وبين اختها، ولماذا  ترفض ان تسكن مع اختها ، خاصة وانها اقرب الناس لها  ، ثم ختم كلامه قائلا  احجزي اقرب تذكره واذهبي لأختك ، ولا اريد ان اتصل بك مره اخرى  .


لم  تقتنع بكلام  والدها  ، فقد كانت ترى ان السفر والسكن مع اختها امرا غير صائب  ،  وان من دبرت وحرض والدها ليغير رايه  بعدما كان في صفها  هي  ،  وان الرضوخ   لهذا الامر هو خسرات  معركتها ضدها ، حينها تدخلت كي لا يتفاقم الامر  وتبدا مشكلة جديدة  نحن في غنى عنها ، فجلست اقنعها بان تعدل عن رايها وتذهب لاختها وان المسافة والبعد الذي يفرضه اهلها لن تفني عزيمتي بل سوف تجعلني تلك المسافه اقوى من اي وقت مضى .

صغير ..ولكن




........................................ الكاتب / عمرمحمد علمي




كانت ألليله التي قبل العيد ، رافقت أحد أعمامي إلى السوق لنتسوق ونشتري ثياب العيد ، دخلنا السوق من أوسع أبوابه ، ثم اتجهنا إلى أحد المحلات المشهورة ببيع الثياب الجيدة ، دخلنا المحل ، وانصدمنا عندما رأينا الجمع الخفير الذي فيه ، وبقمة السخافة اخترقت الصفوف حتى وصلت مكان يؤهلني أن أخاطب صاحب المحل جيدا .

 إلا أن المشكلة كانت مكان وقوف الطفل الصغير الذي لم يتجاوز العاشرة ، وكعادة الأناني حاولت أن أخذ مكانه الممتاز ، وفعلت هذا لكي أخرج من المحل بأسرع وقت ممكن وبرفقة مشترياتي ، وللعلم أنه لم يكن ورائي شيء أخر أعمله فيما بعد .

 وما إن بادرت تطبيق خطتي لأخذ مكانه ، حتى أتى صوتا لا يخلو من رجاحة العقل وسمو الأخلاق ، تلفت لكي اعرف مكان الذي صدر منه الصوت وصاحب الصوت ، نظرت أمامي ، خلفي لكن دون جدوى .

ثم تكرر الصوت مرة أخرى بأفصح من ذي قبل ، إلا أنه لم يكن صاحبة شيخ وقوراً ، ولا لمن هو أكبر مني سناً ، ولا حتى من يقاربني عمراً ، وإنما كان لفتى صغير لم يتجاوز العاشرة من عمره .
 - لا تستعجل يا أخي ، وأهدأ ،  وتأكد أننا سنخرج من المحل لأجل الذي دخلنها

هذا ما تـفـوه به ، عندها توقفت عن المسير ، وتوقف الدم في جسمي ، بل تجمدت في وقفتي ، وأصابني الحرج ، ثم تسبب مني العرق كالعادة ، نظرت إليه ، تمنيت أن يكون مثل سني ليكون الإقناع أكثر ، ولكي أقـتـل الإحراج في نفسي .

الإنسان دائما  لا يحب أن يسمع كلام من هو اصغر منه وان كان ذلك الكلام صائبا، ومع هذا سمعت كلامه ، ولا أدري لما فعلت ذلك ربما لان كلامه كان صائبا ، وربما أحرجني فحييت أن أبدو العاقل الذي يحتكم بالعقل أمام الناس .

 وربما فعلت هذا بفعل الصدمة التي أصابتني ، وفي كل الحالات لا استطيع أن أنكر أندهاشي به  ومن كلامه وبرجاحة عقله وسمو أخلاقه ،والذي فرض علي إن احترم كلامه واكف عن فعلي .

يقول حكيم الشعراء زهير بن أبي سلمه :
 لسان الفتى نصف ونصف فؤاده           فلم يبق إلا صورة اللحم والدم .

فالإنسان ليس بصغر سنه وإنما برجاحة عقله وطلاقة لسانه ، ومما يؤكد ذلك تلك القصة الطريفة التي حدثت في عهد الخليفة الخامس ، عمر بن عبد العزيز ، وقد كان بين وفد المهنئين لعمر بالخلافة من أهل الحجاز غلام صغير وكان الوفد قد اختار الغلام ليتكلم عنهم، وهو أصغرهم .

فلما بدأ بالكلام قال له عمر: مهلاً يا غلام ليتكلم من هو أسن منك ، فقال الغلام : مهلاً يا أمير المؤمنين ، المرء بأصغريه ، قلبه ولسانه ، فإذا منح الله العبد لساناً لافظاًُ وقلباً حافظا ً، فقد إستجاد له الحلية .

 يا أمير المؤمنين لو كان التقدم بالسن لكان في الأمة من هو أسن منك ـ أي أحق بمجلسك هذا ممن هو أكبر منك سناً ـ. فقال عمر: تحدث يا غلام، قال: نعم يا أمير المؤمنين، نحن وفود التهنئة لا وفود المرزئة، قدمنا إليك من بلدنا، نحمد الله الذي منَّ بك علينا لم يخرجنا إليك رغبة ولا رهبة، أما الرغبة فقد أتانا منك إلي بلدنا، وأما الرهبة فقد أمّننا الله بعدلك من جورك فأعجب عمر بفصاحة الغلام وعلمه، وسداد رأيه .

فما كان من عمر إلا أن شجعه على ذلك، وزاده ثقة بنفسه وجراءة ليكون هذا الحادث موقفاً تربوياً يتعلم فيه الغلام في حضرة خليفة المسلمين، فطلب منه الموعظة فقال : عظنا يا غلام وأوجز .

فقال : نعم يا أمير المؤمنين، إن أناساً من الناس غرهم حلم الله عنهم، وطول أملهم وحسن ثناء الناس عليهم، فلا يغرنك حلم الله عنك، وطول أملك وحسن ثناء الناس عليك فتزل قدمك ثم نظر عمر في سن الغلام فإذا هو قد أتت عليه بضع عشرة سنة، فأنشأ يقول :
تعلم فليس المـرء يولد عالماً *** وليس أخو علم كمن بات جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفـت عليـه المحافل .

 في أيامنا هذه نرى كثيرا أن الاهل وخاصتا الاب او الام لا يتقبلون - الا من رحم ربي -  أي نصح او انتقاد ، فكلما أبدى الصغير رأيه قالوا : أنت صغير ، ولم تخض الحياة كما يجب ، يا الله ، عذر أقبح من الذم ، نعم قد يكون الإنسان صغيرا ، ولكن ما الضير أن يكون رأيه راجحا ، وعلمه واسعا ، ولسانه فاصلا ...؟

بصوت خافت كأنها سنفونية حزن مريعة يبدأ اعترافه قائلا :  في عالمي الصغير والذي تمثله العائلة ، كثيرا ما بحثت معنى كلمة " عائلة " و " أسرة " والتي دائما ما كنت أنظر إليها أنها : وحدة الكيان والروح ، ولا ننسى حرية الاعتقاد والفكر ، فعائلتنا تفتقد كل تلك المقومات ، فأبي أراه قلما يقنعه رأي الصغير وان تظاهر انه يسمع للصغير ، أما أمي فقل عنها استبداديه بمعنى الكلمة ، تحب أن ينفذ كلامها كأن كلامها لا يقبل التجريح والشك والطعن ، مثله مثل كلام الله ، القران الكريم المنزل من لدن حكيم عليم .

كثير ما حاولت أن أقنعها بأمر ما ، مع العلم أن أمي لا تقتنع ، حاولت مرارا الخوض معها في نقاشات عقيمة ، إلا أنها شامخة برأيها غير متزحزه ، وكثير ما تردد :

- من منا أنجب الأخر .....؟
- كيف تقول إن كلامي غير صائب وأنت أبني الذي حملته ببطني تسعة أشهر ، وكيف تقومني عن الخطأ او حتى تعلمني بشيء دنيوي ؟

 عندما يصل الأمر إلى ذلك أتوفق ، فأنا في الأول والأخير صغيرها كما قالت أمي ، وهي أمي وان رضيت أو أبيت ،  وقبل أن يتم صاحبي كلامه سألته :

 - لماذا لا تحاول أن تجلس مع أمك بعيدا عن الأنظار ، فالإنسان الكبير قلما يقتنع بأن كلامه غير صائب وخاصةً إذا كان الطرف المحاور له صغير ، ربما أمك لا تقبل منك أي نصح او إرشاد بوجود أبنائها وزوجا ، فهي دائما تريد أن تظهر للعيان أنها الكل في الكل كما يقولون .؟

أجاب قائلا:
- أتعتقد يا عمر أنني لم أحاول أن أجلس مع أمي كما قلت ، ووالدي خلق محمدا حاولت أكثر من مرة ، ولكنها كثيرا ما تتمسك برأيها بحجة أنها - أمي  - وأنني أبنها ...
- ألا يحق للطفل أو الصغير أن يصوب الكبير ويخبره عن أخطائه وعيوبه ...؟

 طبعا يحق للصغير ولكل إنسان أن يقول رأيه بكل حرية ، ولابد للكبير أيضا أن يستمع لكلام الصغير إن كان صائبا . 

 قرأت في سيرة الإمام العادل عمر بن عبد العزيز ما دار بينه وبين أبنه بعد توليه الخلافة حيث اتجه عمر بن عبد العزيز إلى بيته وآوى إلى فراشه لأجل أن يرتاح من عناء مراسيم تولي الخلافة ، فما كاد يسلم جنبه إلى مضجعه حتى أقبل عليه ابنه عبد الملك وكان عمره آنذاك سبعة عشر عامًا، وقال : ماذا تريد أن تصنع يا أمير المؤمنين؟ فرد عمر: - أي بني أريد أن أغفو قليلا، فلم تبق في جسدي طاقة.

قال عبد الملك :
- أتغفو قبل أن ترد المظالم إلى أهلها يا أمير المؤمنين؟
فقال عمر:
- أي بني إني قد سهرت البارحة في عمك سليمان، وإني إذا حان الظهر صليت في الناس ورددت المظالم إلى أهلها إن شاء الله.

فقال عبد الملك :
- ومن لك يا أمير المؤمنين بأن تعيش إلى الظهر؟! فقام عمر وقبَّل ابنه وضمه إليه، ثم قال : الحمد لله الذي أخرج من صلبي من يعينني على ديني .

 هنا البعض يقد يثور قائلا : ذاك عمر بن عبد العزيز ، وأين نحن منه ...؟ نعم ، ذاك عمر بن عبدا لعزيز ، ولكن كان عمر طفلا كبقية الأطفال ، ثم صار شابا ، حتى عاش كل المراحل التي يعيشها الإنسان ، الفرق بينه وبيننا هو انه منذ الصغر تربى على الحق والفضيلة وعدم هضم الأخر ، وعدم التعالي ، وغيرها من تلك الأخلاقيات التي يفتقدها أغلبنا في أيامنا هذه .

 أذكر في تلك الليلة التي تجاذبت أطراف الحديث مع ابن عمي أبي ، حينها لا أدري ما الذي قلته لأستحق تلك العبارة التي قالها ثائرا : - أنا أكبر منك ، واعلم  ، ما زلت شابا لا يعي الحياة .

باندهاش قلت له :
 - صحيح ، أنا شاب ، ولكنني أعي الحياة ،  وما الحياة إلا أنا وأنت وهي وهو ، وكل ما يدور بيننا ، والطرق الأمثل لإنجاح ذلك الأمر .

ثم لماذا الكبير دائما عندما يجد أن الصغير على الحق يركب رأسه ، بل بتجهم يقول :

 - أنا أكبر منك .. وأعلم .. ما زلت صغيرا لا يعي الحياة  .

لا أدري ، لماذا الكبير يحب دائما أن يكون كلامه ألأصح .. وغيره ليس صحيحا ...؟


الكل يتذكر مصعب بن عمير ، ولا اعتقد أن هناك مسلم درس التاريخ الإسلامي لا يعرف مصعب فقد كان أول سفير في الإسلام مصعب الخير كان أطلق عليه ، كان في صغره وقبل إسلامه شابًا جميلا مدللاً منعمًا، يلبس من الثياب أغلاها، يعرفه أهل مكة بعطره الذي يفوح منه دائمًا .

سمع مصعب ما سمعه أهل مكة من دعوة محمد صلى الله عليه وسلم التي ينادى بها بعبادة الله وحده، وترك عبادة الأصنام التي لا تنفع ولا تضر، والمساواة بين الناس والتحلي بمكارم الأخلاق، فتحركت نفسه، وتاقت جوارحه أن يتعرف على هذا الدين الجديد، ولم يمض غير قليل حتى أسرع للقاء النبي صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم بن أبي الأرقم وأعلن إسلامه.


فتتسارع الأحداث ، وتحجبه أمه ، وتمنع عنه الطعام ، ويهاجر مع المهاجرين ، ثم يرجع الى مكة ، وبعد بيعتي العقبة الأولى والثانية جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من آمن من الأنصار، وطلبوا منه أن يرسل معهم من يقرئهم القرآن ويعلمهم أمور دينهم، فاختار الرسول صلى الله عليه وسلم مصعبًا ليكون أول سفير له خارج مكة، وأول مهاجر إلى المدينة المنورة . حينها لم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم :
- أنت صغير ،  أنت شاب لا تعي الحياة بعد ، وإنما عرف أن الإسلام قام ويقوم بالشباب ، لهذا أختاره ليكون أول سفيرا للإسلام مع العلم ان كبار الصحابة كانوا موجودين حينها .





الغيضة / المهرة / اليمن .. 2006م .