لا تهتم بهم يا حائر بعد اليوم ، لانني ادركت بانني في الاتجاه الصحيح ، وذلك لسببا واحد ، فالناس لا ترمي الا الشجرة المثمرة ، واذا كان هنالك من يرموني فذالك اعتراف ضمني بانني شخص مثمر .
مما اعجبني في رواية النسيان لاحلام مستغانمي اذا لم تخني الذاكرة في تعريفها للموتى ( ليس ثم موتى غير اؤلئك الذين نواريهم في مقبرة الذاكرة ، اذا يمكننا ان نشيع موتا من شئنا من الاحياء ، فنستيقظ ذات صباح ونقرر انهم ما عادوا هنا . بامكاننا ان نلفق لهم ميته في الكتاب وان نخرج لهم وفاة داهمة بسكتة قلمية مباغتة كحادث سير مفجعة ، كحادث غرق لا يعننا ذكراهم لنبكيها كما نبكي الموتى نحتاج ان نتخلص من اشيائهم ، من هداياهم ، من رسائلهم ، من تشابك ذاكرتنا بهم ، نحتاج على وجة السرعة ان تلبس حدادهم بعض الوقت ثم ننسى ) .
فهكذا يتم بهم الحال يا حائر ، فالموتى الحقيقون من تموت مبادئهم ومعتقداتهم وهم على قيد الحياة ، في حينها ما عليك سوى ان تقنع نفسك انهم ضمن موتى ، وان تشيع موتهم في الذاكره فهكذا يتم الحال .
0 التعليقات:
إرسال تعليق