إن مفهوم الفكِره الفكرة (اسم مرة - جمعها افكار) هي كل ما يخطر في العقل البشري من أشياء أو حلول أو اقتراحات مستحدثة أو تحليلات للوقائع والأحداث، فالفكرة هي نتاج التفكير، والتفكير هو أحد أهم ميزات النوع البشري فقدرة الإنسان على توليد الأفكار يترافق مع قدرته على الاستنتاج والتعبير عن النفس .
الأفكار هي مجموع العوامل التي يكتسبها الفرد في حياته، من الحياة نفسها طالما أنه ما زال على قيد الحياة والإنسان ما هو إلا مجموعة من سلسلة أفكار تتحول لسلوك إنساني ومنها تتبلور شخصية الإنسان، فعن طريق بلورته لتلك الأفكار تتبلور شخصيته .
طبعا هذا الكلام وهو ملخص عن تعريف الفكره وهي ليست من تاليفي وانما من مجهودات اشخاص عن طريق النت ، فاذا كانت هذه الفكره هي من تبلور شخصية الشخص وهي نتائج التي تتولد من الموثرات والعوامل البيئة التي تحيط به .
ربما تكون تلك المؤثرات سلبية او ايجابيه ولكن ماهي مدلول هذه الفكره على المجتمع ، الذي قد يتاثر بنتائجها بكل نواحي الحياه المختلفه .
ولكن ماذا اذا كان المجتمع يعاني من عجز الافكار ، وعدم مقدرته من صناعة الافكار وخاصة ان كل تطور نشهده اليوم هي خلاصة تلك الافكار ، فبعض الامم قد ارتقت بارتقائها وبعض الامم الاخرى اصبحت قابعة في سلة النسيان وباتوا يعانون من مرض قد تفاشى بين الكبار والصغار ، حتى اصبحوا يستوردون الافكار من المجتمعات الاخرى ؟! ،
كانت هذه مجرد تساؤلات لايضاح الاسباب التي خلقت عجز الافكار . حقيقة بعد قراءتي لأكثر من مقال وكتب عن مفهوم الفكره ، وكيف نستطيع صناعة الافكار ، وماهي مبادئ واساسياتها تبين لي ان تلك المجتمعات والامم لا تعاني من عجز الفكره ، وانما تعاني من مرض مزمن ابشع من سابقه ، الا وهي الافكار الخاطئة التي تسببت في تاخر تلك المجتمعات .
مما زاد اعجابي للداعية احمد ديدات وانا استمتع بقراءة كتابه ( مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء ) حين تكلم عن عجز اللغه مشيرا الى اللغة الانجليزية التي توهقت ان تصف مسالة صلب المسيح بمعتقداتهم بكلمة واحده ،(( لان لو كانت كلمة يصلب تعني : يقتل على الصليب ، فاننا لا نجد كلمة تصور مجرد الصعود على الصليب دون موت عليه )) ، فكلمة اصلبه لا تعني اقتله وانما تعني اصعدوه على الصليب واقتلوه صلباً ، فهل كان اليهود يلعبون لعبة الصلب مثلما كان منتشرة هذه اللعبه في الفلبين حيث نشرت الصحيفة(( سبع داي نيوز)) الصادره في دار السلام بتاريخ 3 مايو 1981م عما يسمى مضاعفات الصلب في فلبين وذكرت الصحيفه ان (( سبع حالات صلب على الاقل )) ، برغم انها لم تذكر او تسجل اي حالة وفاه بسبب هذا الصلب .
اذ هناك توجد لديهم عجز اللغه ويوجد عندنا عجز الافكار وعدم مقدرة صناعتها وان وجدت الافكار واستثنينا البعض منها ، كانت هذه الافكار افكاراً خاطئة .
ان بداية الفكره هي كلمة كما استوحيتها من الداعية احمد ديدات حين قال كل كلمة انما هي صورة مجمده (ثُبتت ) للصورة التي تمثلها ، فلو اخذنا كلمة وتأملناها سنكون قادرين دون ريب ان نرى (الشيء الذي تمثله ) أو ان نجعله مرئيا في أذهاننا ، جرب كلمة (سفينة ) سترى سفينة في ذهنك وكذلك (حقيبة يد ) ، (ساعه يد ) سترى كل تلك الكلمات التي تقال في ذهنك ، برغم اننا نتكلم بسرعه كبيرة جدا لدرجه انها تتمثل في اذهاننا الكلمات كأفكار وتصورات ذهنية .
فالكلمات هي ادوات التي من خلالها ( بواسطتها ) نوصل رسائلنا ، وكلما زادت مفردات لغتنا كلما كانت وسائل اتصالنا ( بالاخرين ) اوضح واسهل ولكن ماذا اذا كانت تلك الكلمات خاطئه ومضلله بقصد او بغير قصد حينها تفسد الافكار ويفسد المجتمع .
خلاصة الموضوع ان المجتمعات التي تطورت وارتقت والتي لا تعاني من عجز الافكار تعاني من عجز اللغه في حين ان مجتمعنا الإسلامي الذي ما زال قابعا خلف تلك المجتمعات يحاول الوصول اليه وان يقارن نفسه بها لا يعاني من عجز اللغه ، فلغة الضاد موسوعة شاملة للمفردات غنية لا تعجزها كلمة او غيرها ، وخير دليل على ذلك قصيده امير الشعراء احمد شوقي ينعي اللغه العربيه بسبب الابتعاد عنها وتشكيك بمكانتها بين اللغات ، بينما العجز الذي نعانيه هو عجز الافكار وان كانت تخلق الافكارفي بعض الاحيان فانها افكار خاطئة وسلبية لا تخدم المجتمع بتاتا .
ورسالتي الاخيرة برغم تشعب مقالتي وطولها ، اود ان احذر من القاريء ان يكون من ضمن تلك الاصناف التي وردت في مقالتي ( عجز الافكار ) ، ( الافكار الخاطئة ) ، حتى لا يطول تخلفنا عن بقية الامم .
تاريخ : 12 / 6/ 2015م
الساعه : العاشره مساءا
0 التعليقات:
إرسال تعليق